بعد أن نجحت أوكرانيا في تأمين طلبها الخاص بالحصول على مدرعات ودبابات غربية وأميركية، تحاول كييف منذ أسابيع في إقناع حلفائها بإرسال مقاتلات حربية لمواجهة روسيا، طلبا وصفته موسكو بالتجاوز الخطير والتحول في ميزان المعارك الدائرة حتى الآن.
واشنطن التي استبعدت طلب كييف ومدها بالمقاتلات، أعلنت منذ ساعات عن الخطوط العريضة للمساعدات العسكرية الجديدة المقدمة إلى أوكرانيا والتي ستشمل برنامجا لتدريب قوات كييف على مقاتلات إف 16.
وقال لمايكولا بيليسكوف الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "المقاتلات ستأتي بالفعل ولكن الأهم هو التوقيت".
وأكد أن هناك العديد من الإشارات الإيجابية حول إمكانية حصول كييف على المقاتلات لضمان الحماية الجوية التي تفتقدها القوات.
إشارات إيجابية
وفند لمايكولا بيليسكوف، تحركات الغرب وأميركا الأخيرة فيما يخص ملف تسليح كييف، والذي بدأ بالفعل يتطور بتمرير الدبابات والمدرعات الدفاعية التي كانت تنادي بها كييف منذ أغسطس الماضي لوقف التقدم الروسي في الشرق والجنوب.
وأضاف أن تلك الإشارات تمثلت في:
- أعلنت هولندا الشهر الماضي استعدادها تزويدها بكييف مقاتلات غربية الصنع .
- الدفاع الأوكرانية أكدت أنها تلقت بالفعل كل شيء من "قائمة الرغبات التي تقدمت بها سابقا" ومتبقي الطائرات فقط .
- بولندا أكدت استعدادها تمرير مقاتلات أف 16 بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي "ناتو".
- شبة وجود إجماع داخل الكونجرس الأميركي بضرورة إرسال المقاتلات إلى كييف.
- أخيرا الإعلان عن بدء برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف 16.
ويؤكد بيليسكوف، أن جميع تلك الإشارات تصب في صالح كييف واقتراب الحصول على المقاتلات ولكن سيتم ذلك بشروط مسبقة تم التلميح عنها، منها عدم استخدام تلك المقاتلات في استهداف العمق الروسي، وهو ما أكدته كييف أن الهدف منها إحداث توازن في المعارك لتحرير أراضيها.
يذكر أن الكونغرس الأميركي كان قد وافق بالفعل عام 2022 على مساعدات لأوكرانيا تقدر بـ100 مليون دولار لتدريب الطيارين الأوكرانيين، ولكن هذا البرنامج توقف وعاد تفعيله منذ أسابيع.
تلويح فقط
موسكو والتي تصف حربها في أوكرانيا بمحاولة من الناتو وأميركا لكسر روسيا، تعهدت بالرد بقسوة حال تزويد الغرب وواشنطن لكييف بالمقاتلات الحربية، على غرار ما حدث في نزول الدبابات الغربية لأرض المعارك.
من جانبه، يقول أوليغ أرتيوفسك الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة "فولسك" العسكرية، إن الغرب سيظل في الدعم السخي لكييف، موضحا أن الرفض السابق من جانبهم لتزويد أوكرانيا بالمقاتلات عبارة عن عرض إعلامي ليس أكثر، ولكن في الواقع الحقيقة عكس ذلك.
ويُضيف أوليغ أرتيوفسك، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الغرب وواشنطن لن يسلم كييف طائرات مقاتلة لعدة أسبابها منها:
- عامل الوقت لن يساعد كييف بأغلب الجبهات المفتوحة تقترب روسيا من إحكام السيطرة عليها.
- أغلب مطارات أوكرانيا تم تدميراها بالفعل بفعل سلاح الجو الروسي منذ بداية المعارك.
- السلاح الأميركي والغربي بعيد تمام عن إمكانيات الجنود الأوكرانيين ما سيتاج تدريب لمدة أشهر بل سنوات.
- المقاتلات ليست كالدبابات يمكن التدريب عليها في أسابيع وهذا ما يجعل تزويد كييف بها أمر بعيد المنال.
ويرى أوليغ أرتيوفسك، إن الإعلان الغربي والأميركي عن إمكانية تزويد كييف بالمقاتلات لا يتعدى التهديد اللفظي ومحاولة رفع الروح المعنوية لكييف التي تنزف من الخسائر، والدليل أيضا هو عدم نزول جميع الدبابات التي وعد بها الغرب للمعارك وما تم استلامه حتى الآن لا يتعدى 5 دبابات بأقصى التقديرات.