حالة من التشديد الأمني تشهدها العاصمة موسكو ومعظم المقاطعات الروسية الحدودية، بعد حادث تسلل مجموعة مقاتلين أوكرانيين إلى منطقة كليموفسك بمقاطعة بريانسك التي تعد مركزًا صناعيًا كبيرًا، وفتحت النار على السيارات بالمنطقة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة طفل، 10 سنوات بجروح، كما احتجزت المجموعة، رهائن في متجر بقرية ليوبتشاني.
حادث يُعد الأول من نوعه منذ بداية الحرب الروسية، ما يُنذر بتغير في استراتيجية كييف بخلاف تحقيق ثلاث أهداف لأوكرانيا من ذلك الهجوم، بحسب خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية".
وعلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الحادث ووصفه بالحادث الإرهابي وهو توصيف له دلالات قوية عالميًا، وكالة الأمن الفيدرالي الروسي، أكدت لاحقًا بأنها اتخذت إجراءات ضد المتسللين.
وأضافت في بيان، أن البحث جار عن مخربين أوكرانيين في مناطق بيلغورود وكورسك وفورونيغ الحدودية، بينما فتحت تحقيقًا حول الأمر، كما عقد مجلس الأمن الروسي اجتماعًا طارئًا بشأن الهجوم.
3 أهداف لأوكرانيا
يقول آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، إنه يمكن فهم إقدام الطرف الأوكراني على القيام بهذه الحادثة في ثلاثة سياقات مختلفة:
- أولا: نشر الذعر وإحراج القيادة الروسية
حيث تحاول كييف من خلال تلك الهجمات الإرهابية والتي تستهدف مقاطعات الحدود بأنها قادرة على الدخول للعمق للروسي، من جانب أخر نشر الذعر وتقليب الرأي العام الداخلي على سياسات الكرملين الذي يؤكد زن هذه الحرب مصيرية.
- ثانيًا: ورقة مولدوفا
وهنا يوضح آصف ملحم، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الهدف من هذا المصطلح هو رفع سقف الرهانات الأوكرانية، خاصةً على خلفية الورقة المولدوفية؛ إذ يبدو بوضوح أنه يتم التحضير لفتح هذه الجبهة؛ فوفقاً للمعلومات المتوفرة فإن الأوامر أعطيت للقوات الأوكرانية بالتحرك نحو قرية كوتشورغان الواقعة في مقاطعة أوديسا قرب الحدود مع جمهورية ترانسنستيريا المولدوفية غير المعترف بها.
كما أن العديد من شركات الطيران ألغت رحلاتها إلى مولدوفا علاوة على ذلك، كانت السيدة مايا ساندو، رئيسة مولدوفا حاضرة في بولونيا أثناء إلقاء الرئيس بايدن خطابه الشهير في 21 فبراير الماضي.
- ثالثًا: صرف أنظار الشعب الأوكراني عما يحدث في باخموت
إذ أن هذه المدينة تحولت إلى مفرمة حقيقية للقوات الأوكرانية. وتؤكد بعض المصادر أنه يوجد ضمن مدينة باخموت ما بين 2000-3000 جندياً أوكرانياً محاصرون هناك، وقد يتم أسرهم جميعاً.
وفي هذا السياق، يمكن ربط حادثة بريانسك بحادثة سقوط صاروخ إس-300 على أحد المباني في زاباروجيا فجراً، في تمام الساعة 02:45، الأمر الذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص؛ إذ انه من غير الممكن أن تقوم القوات الروسية بذلك؛ فقصف بناء سكني بصاروخ غالي الثمن لا أهمية له من الناحية العسكرية.
خطأ روسي
في السياق يرى آصف ملحم، أن هناك خطأ روسي وقع وهو سحب القوات من مقاطعات سومي وخاركيف وتشيرنيغوف الأوكرانية، الأمر الذي أضعف الحراسة في تلك المنطقة.
من جانبه يقول الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن الأحداث التي شهدتها مقاطعة بريانسك، بكل تأكيد هي رسالة وجهت للداخل الروسي من أوكرانيا بأن الحدود من الممكن اختراقها بأي وقت وأيضًا رسالة نفسية أكثر منها عسكرية للجيش الروسي.
وشدد سولونوف بلافريف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، على ضرورة الرد الروسي الحاسم لمنع فتح الباب على مصراعيه أمام زيادة العمليات الخطيرة في عمق أراضي روسيا في المرحلة المقبلة.
القوات الأوكرانية لم تتوقف عند الحادث في بريانسك بل واصلت نشاطها على الحدود، واستهدفت منطقة روسية حدودية أخرى في كورسك (قرية تتكينو) ما أسفر عن وقوع ضحايا.