تنطلق صباح الجمعة، الدورة الـ59 لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن، المنتظر أن تتصدر مناقشاته حرب أوكرانيا، وسط اتهامات للمؤتمر بعدم القدرة على منع اندلاعها قبل عام، رغم أن مهمته الأساسية "منع النزاعات".
بجانب حرب أوكرانيا، تتناول فعاليات المؤتمر الممتدة من الجمعة 17 حتى 19 فبراير الجاري، ملفات عاجلة تضرب العالم بآثارها السلبية، مثل تغير المناخ وأزمة الطاقة.
وينعقد المؤتمر تزامنا مع مرور عام على الحرب الأوكرانية التي نشبت في 24 فبراير 2022، بعد أيام قليلة من انعقاد دورته السابقة.
في تقريره السنوي، الصادر هذا الشهر، تتضح أجندة المؤتمر في الدورة الجديدة، حيث حذر من تزايد حدة الانقسام بين الأنظمة العالمية المتنافسة، في إشارة إلى دول حلف الناتو (الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا) من جانب، والصين وروسيا وحلفائهما من جانب آخر.
يختص المؤتمر الذي يعقد سنويا في مدينة ميونخ، عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، بالمساهمة في حل النزاعات بطرق سلمية.
أجندة ميونخ 2023
ويكتسب مؤتمر هذا العام أهمية خاصة لانعقاده وسط تداعيات واضحة لحرب أوكرانيا، بعد مرور عام على اندلاعها، وفق الخبير الأمني، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات من ألمانيا، جاسم محمد، مؤكدا أن هذه الحرب ستكون الموضوع الرئيسي على جدول المناقشات بدون شك.
حول الملفات الأخرى المنتظر مناقشتها، يقول محمد إنها ستشمل، قضايا الأمن وتغير المناخ، وحقوق الإنسان، والبنية التحتية العالمية للطاقة والأمن، وكذلك ملفات السلامة النووية.
وقد يطرح المؤتمر كذلك نتائج المؤشر السنوي فيما يتعلق بأزمات المناخ، خاصة الاحتباس الحراري، فضلا عن قضايا الديمقراطية والديكتاتورية والتحديات الناجمة عن التهديدات الأمنية والعسكرية في الحروب والنزاعات التقليدية، وإمكانية العودة إلى مربع التفاوض بين الدول المتنازعة في العالم.
ويُذكِّر الخبير الأمني الألماني بأن مؤتمر ميونخ للأمن والتعاون بمثابة منتدى دولي لكبار المسؤولين والخبراء في الأمن.
وانطلق المؤتمر أول مرة عام 1963 تحت عنوان "اجتماع العلوم العسكرية الدولي".
أولوية قصوى
في إشارة إلى الأهمية القصوى التي يوليها المؤتمر لحرب أوكرانيا، وتعاطف بعض مسؤوليه لجانب كييف، صرح رئيسه، كريستوف هيوسغن، بأن الحرب الروسية في أوكرانيا "تعد أكثر الهجمات جرأة على النظام الحالي الذي يستند إلى قواعد، والأطراف التي ترغب في تغيير النظام الحالي تسعى إلى تقويض الوضع الراهن وتغيير النظام الدولي بعدة طرق مختلفة".
يشير هذا التصريح بالإدانة إلى روسيا التي تتهمها دول الناتو -التي تنتمي إليها ألمانيا المنظمة للمؤتمر- بأنها تسعى عبر الحرب لتغيير النظام العالمي الذي تعتبره هذه الدول المسؤول عن "حماية الديمقراطية" في العالم، بينما ترد موسكو بأن هذا النظام تسبب في هيمنة قطب واحد (دول الناتو) على العالم، وأنها تسعى إلى عالم متعدد الأقطاب.
محذرا من خسارة "الغرب" الكثير من الدول التي عانت حرب أوكرانيا، قدّر تقرير مؤتمر ميونخ أن "رد الفعل الفوري للغرب على الحرب في أوكرانيا لم يساعد، فبدلا من مساعدة الدول في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة قام الغرب بتوبيخ هذه الدول لعدم إظهارها تضامنا كافيا مع أوكرانيا".
مؤتمر وسط إضراب
من اللافت، أن مؤتمر ميونخ سينعقد وسط أزمة تعانيها ألمانيا، هي أحد تبعات حرب أوكرانيا في دول الاتحاد الأوروبي، وهي الإضرابات النقابية الواسعة؛ احتجاجا على زيادة الأسعار وعدم زيادة الأجور.
سيشهد الجمعة، الموافق لانطلاق المؤتمر، إضراب 7 مطارات دعت إليه النقابة العمالية المتحدة لقطاع الخدمات (فيردي).
قالت إدارة مطار ميونخ في بيان إنه ستجري رحلات خاصة فقط مثل الرحلات الإنسانية والطبية، وتلك التي تحمل المشاركين في مؤتمر ميونخ.