لوحت حركات مسلحة في إقليم أزواد بشمال مالي بالانسحاب من اتفاقية الجزائر للمصالحة والسلام مع الحكومة، وسط اتهامات للمجلس العسكري الحاكم بعدم الالتزام ببنوده.
جاء ذلك خلال اجتماع جديد شهدته مدينة كيدال شمال مالي، الأربعاء، بين مجموعة الوساطة الدولية وتنسيقية الحركات الأزوادية لبحث مستقبل الاتفاقية التي تم توقيعها عام 2015.
وتحدثت مصادر مقربة من الاجتماع لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلة إن المحادثات سارت في اتجاه احتمال إعلان الحركات إقليم أزواد دولة مستقلة، في وقت تواجه البلاد هجمات شرسة من الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
حضر اجتماع "كيدال" سفراء دول الأعضاء في الوساطة الدولية؛ ممثلو لجنة متابعة الاتفاقية، وممثل الاتحاد الأوروبي، وممثل الاتحاد الإفريقي، وممثلو مجلس الأمن الدولي، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، نائب سفير ألمانيا في باماكو، وسفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبوركينا فاسو والجزائر وتشاد.
مطالب حركات أزواد
• شددت تنسيقية الحركات الأزوادية على أن اتفاقية الجزائر تم التوقيع عليها بعد ضغوط وضمانات من المجتمع الدولي.
• اتهمت الحكومة بعدم المساواة بين مواطنيها، وعدم إجراء تحقيق دولي في مذابح ضد أبناء "ميناكا ، وأنسنغو" بالإقليم.
• أكد رئيس قبائل "أضاغ" محمد اغ اينتالا" عدم اعتراف الحركات الأزوادية بالمجلس العسكري الانتقالي، ويرفضون تلقي أوامر منه.
• ناقش الاجتماع عدم موافقة السلطات على تأشيرات السفرة الخاصة بالأزوادييين.
• حمّل أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ الشريف الوساطة الدولية مسؤولية "فشل" الاتفاقية حتى الآن، لعدم ممارسة الضغوط على السلطات.
• حذر أغ الشريف من أن الحركات الأزوادية لن تتبقى على ذلك الوضع طويلا، في تهديد بانسحابها من الاتفاقية.
• عرض رئيس المجتمع المدني في كيدال الطيوب اغ اينتالا، الأزمات التي يعاني منها سكان شمال مالي، مثل عدم وجود بنية تحتية للطرق ومياه الشرب والكهرباء والديزل، وغلاء الأسعار.
ولم تخلُ مداخلات السفراء والدبلوماسيين من المخاوف من أن تكون تنسيقية الحركات الأزوادية قد نأت بنفسها عن الاتفاقية، وقالوا إنهم سيقدمون اقتراحات، وبناء عليها، سيعقد اجتماع موسع للوساطة لوضع النقاط على الحروف للخروج بنتائج مرضية للطرفين.
الخطوات المقبلة
وبشأن نتائج الاجتماع، يقول العضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، بكاي أغ حمد، إن الكرة في ملعب الوساطة الدولية، والحركات الأزوادية ستنظر إلى ما ستؤول إليه جهودها، مشددا على أن التنسيقية "لن تصبر طويلا، فالأوضاع في شمال مالي تحتاج لحسم".
وبشأن الخطوات المقبلة، يوضح أغ حمد أنها "سترص صفوف كل الأزواديين، تحسبا لفشل الاتفاق، والتأكيد على حق الأزاوديين في الدفاع عن أنفسهم، ملوحا بالتصعيد لأبعد نقطة، وإعلان إقليم ازواد دولة مستقلة.
اتفاقية الجزائر
• خاضت حركات في إقليم أزواد شمالي مالي صراعا مسلحا ضد الحكومة لسنوات، مطالبة بصلاحيات تقربها من الاستقلال بحكم الإقليم الذي تسكنه قبائل الطوارق والعرب، بينما تصر الحكومة على وحدة البلاد.
• انتهت المعارك بتوقيع اتفاقية السلام والمصالحة بوساطة جزائرية عام 2015.
• تضمنت الاتفاقية المصالحة الوطنية، وتحقيق التنمية الاقتصادية في الإقليم، والأخذ التنوع العرقي في الاعتبار دون المساس بوحدة البلاد.
• نصت على استعادة السلام من خلال اللامركزية، وتشكيل جيش وطني من أعضاء الجماعات المسلحة السابقة الموقعة على الاتفاقية.
• مطلع أغسطس الماضي، اتفقت الحكومة وحركات أزوادية على تفعيل الاتفاقية بدمج 26 ألف مقاتل سابق من الحركات في الجيش عامي 2023 و2024، لكن عادت اتهامات الأزواديين للحكومة بتجميد الاتفاقية.