عادت المجموعة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" لتتصدر المشهد من جديد في انتصارات روسيا ضد أوكرانيا في الحرب التي قاربت على إنهاء عامها الأول، بعدما حققت دورا مهما في انتصارات موسكو في سوليدار ومحاور أخرى ضد الجيش الأوكراني، لكنها الآن تدعو إلى تجنيد المقاتلين الصرب للقتال في صفوفها، وهو ما دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لإدانة تلك الإعلانات رغم كون بلاده حليف "موسكو".
"فاغنر" تخطت حيز النجاحات العسكرية ووصلت لحد الكرملين أيضًا خلال الأيام الماضية، حيث نفت الرئاسة الروسية وجود أي توتر بين الجيش ومجموعة "فاغنر" في أوكرانيا، بعد مؤشرات على وجود نوع من التنافس على الأرض، فماذا يحدث؟ وما هو هدف تلك المجموعة؟
ظهور علني مفاجئ
يرى الباحث المتخصص في الشأن الدولي أحمد العناني أن ما حققته "فاغنر" في سوليدار من انتصارات تحسب في آخر الأمر للجيش الروسي، وهو إنجاز عسكري في كل الأحوال يضاف إلى ما حققته مجموعة "فاغنر" التي تأسست عام 2014 والمنخرطة في عدة نزاعات لصالح موسكو.
وأضاف العناني لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن دور "فاغنر" برز في الفترة من 2014 إلى 2015، خلال الحرب في دونباس في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية، وحاليا تشارك "فاغنر" في الحرب الدائرة بأوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، وتحقق نجاحات على الأرض أجبرت وزارة الدفاع الروسية على الاعتراف بدورها المهم، في إعلان غير معتاد بشكل صريح باستخدام مجموعة "فاغنر" في اقتحام أحياء مدينة سوليدار.
عدد الباحث أحمد العناني، نقاط تفوق فاغنر ومكاسبها بعد سقوط سوليدار في قبضة الجيش الروسي.
- أدرك الجيش الروسي أهمية دور فاغنر، ويصف أفرادها بالأبطال الذين يقاتلون في سبيل وطنهم.
- اكتسبت المجموعة المسلحة ميزة العمل ضمن خطة موحدة وبتغطية جوية ومدفعية من باقي التشكيلات الروسية.
- تتداول معلومات أن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا، توجد جنبًا إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية، وهو ما يضفي عليها حماية.
توقع العناني، زيادة أعداد "فاغنر" في روسيا خلال المرحلة المقبلة بكل تأكيد، وستتوسع أنشطتها في القتال بعد الإعلانات التي بثتها في صربيا، وسينضم إليها المزيد من المقاتلين ما يكسبها قوة عددية أكبر.
الهدف القادم
قد تواجه قوات "فاغنر" منغصات لعملها في المرحلة المقبلة في إفريقيا وأوروبا بسبب ضغوط أميركية، وقد تتعرض لإجراءات جديدة ضدها، خاصةً أنها تقوم بتجنيد عناصر في صربيا وأماكن أخرى في العالم، وهناك قلق غربي بهذا الشأن، ولهذا السبب أبدت واشنطن اهتمامها بالعمل مع الحكومة في بلغراد، وحول أنحاء العالم، من أجل تحييد أنشطتهم.
هنا يقول نعومكن بورفات، المتخصص بالسياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن تلك المجموعات تُعد آلات بشرية مدمرة تقتل بلا رحمة، وهذا اتضح من خلال الدمار وعدد الخسائر في الأرواح بين المدنيين في سوليدار التي عانت ويل تلك المجموعات على مدار الأسابيع الماضية قبل السقوط.
أوضح المتخصص بالسياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نجاحات مجموعة "فاغنر" في الحرب ضد أوكرانيا، أجبرت مستشار الخارجية الأميركية، ديريك شوليه، على الاعتراف بأن أنشطة الشركة العسكرية الخاصة الروسية تثير قلق واشنطن، وأن السلطات الأميركية ستعمل على تحييد أنشطتها.
سرد نعومكن بورفات خطوات تلك المجموعة وخطط موسكو خلال الأيام القادمة لاستغلال فاغنر في كسب مزيد من الأراضي.
- يوجد حاليا الآلاف من قوات المنظمة في أوكرانيا، بعضهم تم تجنيده من السجون، ويشكلون ربع إجمالي القوة الروسية.
- البدء في نشر تلك المجموعات قرب زابوريجيا للسيطرة على المدينة وعلى الطاقة النووية هناك.
- استقبال دفعات جديدة وتجنيدها من قبل "فاغنر" للدفع بها على خط التماس بالمعارك في دونباس.
- استخدام فاغنر في أوكرانيا بتوسع يعطي الكرملين فرصة مواجهة موجة الغضب الداخلية بسبب التجنيد بالجيش والتعبئة.
- عناصر "فاغنر" متمرسون في القتال ويحققون كل أهدافهم بصورة مستقلة، لأنهم يملكون طائراتهم ومدفعيتهم ومدرعاتهم.