مع قرب دخول العملية العسكرية الروسية عامها الثاني، أعلن عدد من حلفاء أوكرانيا اعتزامهم تزويد كييف بمركبات قتالية جديدة ودبابات غربية الصنع لأول مرة، ما اعتبره محللون "رسائل دعم غير مسبوقة وثقة تتصاعد في كييف بمواجهة روسيا بعد شهور من المماطلة خشية إغضاب موسكو".
وأثارت الخطوة غضبا واسعا لدى روسيا التي أكدت أن رسال دبابات ومركبات قتالية إلى أوكرانيا لن يساعد كييف على تغيير الوضع في ساحة المعركة، لكنه قد يؤدي لتصعيد العمليات القتالية ما يزيد من الخسائر البشرية خاصة بين السكان المدنيين.
دبابات "تشالنجر 2"
- أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن بريطانيا ستقدم لأوكرانيا دبابات من طراز "تشالنجر 2"، في تطور نوعي كونها المرة الأولى التي تتسلم فيها كييف دبابات غربية الصنع.
- الحكومة البريطانية تعهّدت بإرسال دبابات تشالنجر 2 وكذلك منظومات مدفعية إضافية لكييف للتأكيد على أن لندن عازمة على تكثيف دعمها لأوكرانيا.
- على تويتر شكر زيلينسكي المملكة المتحدة لاتّخاذها هذا القرار قائلا: "لن تقوينا في ساحة المعركة فحسب بل سترسل أيضا الإشارة الصحيحة إلى شركاء آخرين".
مركبات برادلي
- مطلع الشهر الجاري، أعلنت أميركا وألمانيا إرسال مركبات برادلي القتالية ومركبات مشاة ألمانية من طراز ماردر.
- بحسب الجيش الأميركي فإنه عادة ما تكون المركبة القتالية المدرعة المتوسطة بها مدفع ومدفع رشاش وصواريخ خارقة للدروع ويمكن أن تعمل أيضا كناقلة جنود.
- دخلت النسخة الأولى من مركبات برادلي الخدمة في الجيش الأميركي في الثمانينيات، وترسل لأوكرانيا ضمن حزمة مساعدات تبلغ 3 مليارات دولار وتتضمن أيضا 500 صاروخ تاو و250 ألف طلقة من عيار 25 ملم تتلاءم مع المركبات.
ماردر وإيه إم إكس-10 آر سي
- قالت ألمانيا إنها سترسل نحو 100 مدرعة من طراز ماردر بعد تجديدها، فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستسلّم أوكرانيا "دبابات قتالية" خفيفة من طراز إم إكس-10 آر سي.
- في عام 1971 دخلت مدرعة ماردر الخدمة لأول مرة وهي مجهزة بمدفع أوتوماتيكي عيار 20 ملم ويمكن تزويدها بنظام صاروخي موجّه مضاد للدبابات، وتتسع لـ 6 أو 7 جنود في الداخل واستخدمت في المعارك في أفغانستان.
- فيما دخلت مدرعة إيه إم إكس-10 آر سي الخدمة بفرنسا أواخر السبعينيات، وهي مجهزة لمهام الاستطلاع، ومزودة بمدفع عيار 105 ملم وتعمل على 6 عجلات وليس جنازير.
تحذير روسي
ردا على قرار لندن، أدرجت روسيا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي وكذلك رئيس هيئة الأركان العامة باتريك ساندرز على قائمة العقوبات المتبادلة الروسية التي تضم 36 شخصا، وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
- زاخاروفا قالت، في بيان: نظرا لاستمرار الحكومة البريطانية في الدورة التدريبية المناهضة لروسيا تم اتخاذ قرار بإضافة عدد من أعضاء مجلس الوزراء البريطاني وممثلي الوكالات الأمنية والصحفيين إلى القائمة السوداء الروسية.
- من جانبها، أعلنت السفارة الروسية لدى بريطانيا أن إمداد المملكة المتحدة لأوكرانيا بدبابات "تشالنجر 2" لن يساعدها إلا في تكثيف الأعمال العدائية على ساحة المعركة.
- إرسال الدبابات إلى كييف لن يساعد أوكرانيا على تغيير الوضع في ساحة المعركة، إلا أنه قد يؤدي لتصعيد العمليات القتالية ما يزيد من الخسائر البشرية خاصة بين السكان المدنيين.
هل تغير مسار الحرب؟
وحول تأثير المركبات والدبابات الغربية بميدان المعركة، قال المحلل السياسي ليون رادسيوسيني لموقع "سكاي نيوز عربية:
- تمثل هذه المساعدات العسكرية رسائل دعم غربية قوية وخطوة غير مسبوقة بعد مماطلة لشهور بإرسال أسلحة سوفيتية فقط خشية إغضاب روسيا.
- الدعم الغربي يأتي في ظل مخاوف وتقارير تتحدث عن هجوم روسي وشيك زادت عملية تغيير القيادات من احتمالية وقوعه.
- تمكن المركبات القتالية القوات من التحرك بسرعة في كافة أنحاء ساحة المعركة ما يجعلها حاسمة في أي نوع من العمليات الهجومية الأوكرانية ضد دفاعات روسيا، وستعزز قدرة كييف على إجراء مناورات في كل الظروف والتضاريس.
- تغيير الغرب نوع الأسلحة المقدمة يكشف عن ثقة متزايدة في قدرة أوكرانيا على فهم التكنولوجيا المتقدمة وكذلك التزامهم بالقيود المفروضة على استخدام الأسلحة وهو ما دفع الغرب لإرسال أنظمة بقدرات أوسع.
- حزمة المساعدات الغربية ستعزز قدرات أوكرانيا بشكل كبير ويمكن أن تكون حاسمة إذا جرى تسليمها بأعداد كافية.