دوت صباح، الجمعة، أصوات الإنذار في مناطق سومي، وبولتافا، وخاركيف، ودنيبر، وبيتروفسك، وكذلك الأجزاء الخاضعة لسيطرة أوكرانيا من منطقة زابوروجيا وذلك بعد رفض كييف الهدنة التي أعلنت عنها موسكو للاحتفال بأعياد الميلاد.
على الجانب الأخر تحشد أوكرانيا قواتها في مناطق الشرق لمنع سقوط باخموت والاستعداد أيضا لأي هجوم مباغت من داخل أراضي بيلاروسيا، كما وصفت هدنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الفخ".
يقول، نعومكن بورفات، المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إنه من غير منطقي أن تطالب موسكو بهدنة بحجة أعياد الميلاد وهي تبحث عن كل دقيقة لوقف النزيف العسكري والاقتصادي نتيجة حربها.
وأوضح بورفات، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تلك الهدنة تسعى إليها موسكو لعدة أسباب:
- كسب الوقت من أجل نقل قوات إلى باخموت بعد صدمة الاستهداف التي وقعت لقوات الاحتياط.
- تهدئة الوضع الداخلي الغاضب من الحرب التي تورطت فيها موسكو.
- كسب تعاطف دولي أو محاولة إظهار تقديم مبادرات للحل من جانب موسكو رغم أنها مستمرة في القصف.
تكتيكات أوكرانيا العسكرية
تتطور الأمور في الأراضي الأوكرانية وتشتعل المواجهات كل يوم بين الجانين؛ وهنا يرى الباحث في العلاقات الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم:
- حتى الآن لم تتضح بعد معالم الخطة أو الخطوات التي ستتبعها روسيا في العام الجديد لتوطيد أقدامها في المناطق التي سيطرت عليها وكسب أراض جديدة.
- أمام القوات الروسية مهمة ليست سهلة، لا سيما أن مناطق مثل دونيتسك وزابوريجيا باتت وفق القانون والدستور الروسي جزء من أراضي روسيا الاتحادية، وتكشف التحركات الروسية الأخيرة خاصة مع العام 2023 رغبة موسكو الأكيدة والقوية في تحطيم كامل القدرات الأوكرانية سواءً العسكرية أو البنية التحتية لجعل أوكرانيا دولة غير قابلة للحياة وهو ما سينعكس على قدراتها العسكرية أو على استمرار الدعم الغربي لها.
وبحسب خبراء ومتخصصين، أن الحرب الروسية الأوكرانية مرت بعدد من المراحل:
المرحلة الأولى
اعتمدت فيها كييف على المدفعية والأسلحة البسيطة مثل المسيرات لوقف التقدم الروسي، ونجحت أوكرانيا في ذلك حتى تم تقديم دعم وتدريب بالفعل لقواتها من جانب الغرب وواشنطن، وحققت روسيا انتصارا محدودا بالاستيلاء على مدينتي، سيفيريدونتسك وليسيشانسك الواقعتين في إقليم لوغانسك.
المرحلة الثانية
تسخير الأسلحة الغربية والأميركية وتعديل المعادلة على الأرض، وفي تلك المرحلة استخدمت كييف الصواريخ الأميركية "هايمرس" واستخدام أهداف مؤثرة لروسيا كنقاط تدريب وتمركز وذخائر.
المرحلة الثالثة
استنزاف روسيا من خلال استمرار المعارك في الضواحي والمدن وتعطيل التقدم مع إطالة أمد المعارك في ظل الاقتصاد الروسي المثقل بالعقوبات.
المرحلة الرابعة
وهي الأخطر حيث بدأت كييف في توجيه ضربات داخل العمق الروسي وداخل الحدود بخلاف اقتراب قوات الناتو وواشنطن من محيط القرم والبحر الأسود، وفي هذه المرحلة أيضا ابتكر الجيش الروسي تكتيكا جديدا عبر الإغارة على البنى التحتية من كهرباء، طاقة ومياه في كل أوكرانيا خصوصا العاصمة كييف باستعمال المسيرات والصواريخ.