أعلنت بيلاروسيا سقوط صاروخ أطلقته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية على أراضيها، في أول حادثة من هذا النوع تبلّغ عنها مينسك منذ بدء الحرب قبل أكثر من عشرة أشهر، في وقت تزداد فيه مخاوف كييف من هجوم روسي عبر الجارة الشمالية.
وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الثلاثاء، محادثات في المتحف الروسي في سان بطرسبورغ، في لقاء يُعد الثاني بين الحليفين في أقل من أسبوع، وسط تحذيرات غربية من محاولات موسكو جر بيلاروسيا لفتح جبهة جديدة في الحرب الأوكرانية، الأمر الذي قد يجبر كييف على تحويل مواردها عن هجماتها المضادة في شرق وجنوب البلاد.
واستخدمت موسكو بيلاروسيا كنقطة انطلاق للحرب في 24 فبراير، حيث أرسلت روسيا الآلاف من قواتها عبر الحدود في الهجوم على كييف وأطلقت صواريخ من القواعد الجوية البيلاروسية ضد أهداف أوكرانية، ومؤخرا نشرت طائرات دون طيار إيرانية الصنع في القواعد الجوية البيلاروسية، وفقاً للاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
وهناك اتهامات من بيلاروسيا إلى أوكرانيا بأنها تحاول جر مينسك إلى الصراع، حيث اتهمت كييف بالتخطيط لهجوم مثل الانفجارات التي ضربت جسر مضيق كيرتش الذي يربط روسيا بـشبه جزيرة القرم، والتي ألقت روسيا باللوم فيها على أوكرانيا، كما ألقت بيلاروسيا باللوم على الغرب في دفع أوكرانيا نحو حرب مع بيلاروسيا، بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن لوكاشينكو يحاول خلق ذريعة لشن هجوم على بلاده.
تدخل غير مباشر
المحلل السياسي، أندرو بويفيلد قال لـ"سكاي نيوز عربية":
- لم تقع أي إصابات وحتى لو تم إطلاقه من أوكرانيا فهو غير متعمد، ورغم أن علاقة روسيا مع حلفائها مثل بيلاروسيا قوية إلا أن موسكو تعمل ألا يتسع نطاق الحرب بحيث يشمل المزيد من الدول في مواجهة أوكرانيا ومن ورائها أميركا والغرب.
- لوكاشينكو بالفعل مدين لبوتين الذي منحه الدعم العسكري والمالي في ذروة الاضطرابات داخل بلاده، وحتى اليوم، يقاوم رئيس بيلاروسيا الانجرار بشكل مباشر إلى الحرب.
- أقصى ما يمكن أن تفعله بيلاروسيا هو تجنيد أفراد في مجموعات شبه عسكرية ولكن ليس الانخراط بالجيش، البيلاروسيون لن يرضخوا ولن يقبلوا بالقتال إلى جانب روسيا، ولوكاشينكو لا يستطيع تحمل التداعيات داخل بلاده للتدخل في حرب أوكرانيا.
- التدريبات والنشر المشترك للقوات البيلاروسية والروسية يهدف إلى إضفاء الشرعية على الوجود الروسي في مينسك وممارسة أقصى الضغوط على كييف وتشتيت انتباه قواتها وخلق توترات على حدودها الشمالية.
- التهديد بفتح جبهة جديدة شمال أوكرانيا، يضمن لروسيا تحييد عدة ألوية من الجيش الأوكراني كانت تضغط على موسكو في الهجوم المضاد ضدها شرق وجنوب أوكرانيا.
- كل الدلائل تثبت أن روسيا المنهكة غير قادرة على فتح جبهة أخرى في بيلاروسيا إلا أن موسكو لم تفكر دائماً بعقلانية ولذلك فأي تنبؤات غير واقعية غير أنه حتى إذا تم جر بيلاروسيا للنزاع فإنه لن يغير مسار الحرب بشكل كبير، فالجيش البيلاروسي ضعيف ولم يشارك في أي حرب منذ عقود.
- فتح جبهة جديدة للحرب قد يعرقل المكاسب التي تحققت لأوكرانيا في الآونة الأخيرة مع تحول الانتباه شمالا.
ماذا حدث؟
قالت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، في بيان، إنّ صاروخا أطلقه نظام دفاع جوي "إس-300" من "الأراضي الأوكرانية" سقط في الصباح على الأراضي البيلاروسية، لافتة إلى أنه "تمّ إبلاغ رئيس الدولة بالحادثة على الفور وأنّ وزارة الدفاع ولجنة التحقيق البيلاروسية بصدد تحديد الأسباب".
وأشار إلى أنه تجري دراسة "مسارين رئيسيين": إمّا أنّ الصاروخ انحرف عن مساره ما أدى إلى سقوطه عن طريق الخطأ في بيلاروسيا، أو جرى إسقاطه من قبل الدفاع الجوي البيلاروسي.
وفي السياق، بثّ حساب على "تلغرام" قريب من السلطات صوراً لشظايا صاروخ في أحد الحقول، وهو ما أعادت نشره وكالة الأنباء الرسمية "بيلتا"، مشيرة إلى أن السلطات لا تملك معلومات بشأن أي إصابات أو أضرار محتملة.
وبينما اتهمت أوكرانيا روسيا بأنها من أطلقت الصاروخ، قالت تقارير روسية إن الصاروخ أطلق على الأرجح من نظام دفاع جوي أوكراني انحرف عن مساره.