أنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارته إلى مينسك بعد لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وهي الزيارة التي أثارت قلق كييف والغرب، كما أرسل من خلالها بوتين رسائل واتفاقات عدة ترسم ملامح الجبهة الشرقية.
الزيارة التي تعد الأولى منذ 3 أعوام، تزامَن معها في نفس التوقيت قصف عنيف للعاصمة الأوكرانية كييف من خلال المسيّرات، في هجوم وُصف بالأعنف من خلال الطائرات بدون طيار الروسية.. فماذا يحدث بعد الزيارة؟ وما رسائل روسيا؟
إشارات بوتين
بوتن أكد خلال لقائه لوكاشينكو أن روسيا لا تسعى إلى ابتلاع بيلاروسيا أو ضمها، فهي دولة صديقة وحليفة أيضًا، وهنا يقول ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، إن الزيارة المهمّة ستنتهي اليوم على مستوى الوفود الروسية المشاركة والتي من خلالها تظهر رسائل بوتين.
أوضح ألكسندر هوفمان، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك 3 رسائل من تلك الزيارة وهي:
أولًا: تعاون نووي
بوتين أكد خلال الزيارة أن روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في بيلاروسيا، وهذا يعني تحولا كبيرا في الشراكة مع بيلاروسيا التي تعد بوابة لحدود روسيا من جانب الغرب، كما أنها رسالة واضحة لنقل الترسانة الأميركية في محيط بولندا وتهديد منطقة البلطيق بالكامل.
ثانيًا: لا تخشوا العقوبات
الرئيس الروسي تطرق خلال الزيارة إلى تنشيط التعاون الاقتصادي بين الجانبين إلى حد التكامل، وهذا يعني في رسالة إلى أوروبا أن العقوبات المفروضة على مينسك لن تضعفها في ظل الصفقات الروسية، وآخرها إعلان رئيس وزراء بيلاروسيا، الثلاثاء، أن سعر الغاز الروسي لبيلاروسيا سيتم تحديده لأول مرة لمدة 3 سنوات.
كما وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 31 مليار دولار، وسيصل إلى 40 مليارا نهاية العام؛ وفي السياق، قال رئيس بيلاروسيا إن بلاده تعمل على تقوية العلاقات مع موسكو بالرغم من العقوبات التي تفرض علينا، ولن نكرر الأخطاء التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ثالثًا: وحدة عسكرية بالجبهة الشرقية
هي المحطة الأهم في تلك الزيارة حسب ألكسندر هوفمان، فمن الضروري هنا مراعاة الفهم الاستراتيجي للوضع، الذي عبّر عنه لوكاشينكو حتى قبل بدء العملية العسكرية الروسية.
أضاف أن قوات الأمن والدفاع البيلاروسية سترد على التهديدات العسكرية المباشرة لأراضيها وسيادتها ليست هنا فقط، بل إن روسيا ستتبع إجراءات مماثلة إذا واجهت روسيا البيضاء تهديدات عسكرية على أراضيها.
قلق أوروبي
على الجانب الآخر، أعربت أوروبا عن قلقها من نتائج تلك الزيارة، وقال المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية الألمانية شتيفن هيبيستريت، إن برلين قلقة بشأن زيارة بوتين إلى مينسك، لأنَّ ذلك قد يغيّر دور بيلاروسيا في الحرب بأوكرانيا.
من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية أنها تخشى ضربات روسية على كييف من الأراضي البيلاروسية خلال الأشهر الأولى من 2023، في سيناريو يشبه ذلك الذي حدث في 24 فبراير الماضي.
هنا يقول نعومكن بورفات، المتخصص بالسياسة الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن بيلاروسيا بالفعل متورطة في الحرب على أوكرانيا، والدليل صفقات الأسلحة التي تلقتها من روسيا والوحدات العسكرية الموجودة على الحدود.
أضاف نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه منذ بداية فبراير الماضي وتتدخل بيلاروسيا بشكل مباشر.
- زوّدت الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها خلال الحرب.
- مراقبة الحدود الشمالية لأوكرانيا واستهدافها من خلال عناصر وحدات بيلاروسيا.
- الدفع على الحدود بنحو 9 آلاف جندي روسي بخلاف منصات الصواريخ والمطارات العسكرية الحديثة.
استنكر بورفات تصريحات الكرملين بشأن عدم التخطيط لشن هجوم من جانب بيلاروسيا، مؤكدًا أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، سبق بوتين إلى مينسك للتخطيط بالفعل لكيفية إشعال تلك الجبهة.