قال دبلوماسيون أوكرانيون إن بلادهم لا ترفض التفاوض مع روسيا، لكن المطلوب أولا انسحابها الكامل من جميع الأراضي الأوكرانية "المحتلة مؤقتا".
وشدد هؤلاء الدبلوماسيون في الوقت ذاته في أحاديث خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أنه من المستبعد إجراء مفاوضات مع روسيا في ظل المعطيات الحالية على الأرض، وسياسات الحكومة الروسية.
وجاء هذا التأكيد، ردا على تقرير نشرته مؤخرا وسائل إعلام أميركية، بأن إدارة الرئيس جو بايدن، تشجع قادة أوكرانيا بشكل سرى على إبداء انفتاح للتفاوض مع روسيا والتخلى عن رفضهم العلنى للانخراط فى محادثات سلام.
الانسحاب الكامل أولا
وأكد السفير الأوكراني لدى الكويت أوليكساندر بالانوتسا، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن بلاده ستكون جاهزة لقبول المفاوضات في حال موافقة موسكو على:
- انسحاب القوات العسكرية الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية، المعترف بحدودها دوليا، خاصة وأن الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم والمناطق الأوكرانية الأخرى يمثل خرقا لميثاق الأمم المتحدة.
- وضع قضية التعويضات لبلادنا بسبب ويلات الحرب على طاولة المفاوضات، كما جرائم الحرب الروسية يجب أن يحاسب مرتكبوها بموجب القانون الدولي.
- في ظل المعطيات الحالية، رأى سفير أوكرانيا لدى الكويت، أنه من المستبعد إجراء مفاوضات مع روسيا في ظل السياسات الحالية للرئيس بوتين.
رأى السفير الأوكراني لدى الكويت أن "موسكو ليست جادة في تصريحاتها حول جاهزيتها للمحادثات مع أوكرانيا وذلك في ظل استمرار القصف العنيف للمنشآت المدنية ومحطات الطاقة واستهداف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد ما يعتبر جريمة حرب".
لغة القوة
وزاد: بصورة واقعية، تأكدنا من أن روسيا لا تفهم لغة المفاوضات، أو احترام القانون الدولي لكنها تفهم جيدا لغة القوة".
وبعيدا عما ذكرته، وسائل الإعلام الأميركية، بشأن تشجيع واشنطن لقادة أوكرانيا بشكل سري على إبداء انفتاح للتفاوض مع روسيا، قال أوليكساندر بالانوتسا: نعي جميعا أن هناك تراكم من الأزمات الاقتصادية، ليست في واشنطن فقط، بل في أوروبا وإفريقيا وآسيا بسبب أزمة نقص إمدادات الغذاء والغاز، والسبب الوحيد لها هو الحرب الروسية".
وأردف : "أوكرانيا تدفع الآن ثمنا أعلى بكثير مقارنة بجميع الدول الأخرى، مقابل الاستقرار فى أوروبا ورد العدوان الروسي".
سنواصل تحرير أراضينا
وبدوره، قال سفير أوكرانيا لدى السعودية بيترنكو أناتولي، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه فيما يتعلق بمسار المفاوضات مع روسيا، فقد اتخذ مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني قرارا بعدم الدخول في أي مفاوضات مع موسكو في ظل المعطيات الحالية.
وأوضح السفير أناتولي، أن قادة أوكرانيا ليسوا بصدد إجراء أي مفاوضات مع النظام الحالي، بسبب ما وصفه بـ"جرائم الحرب الجماعية"، التي تم ارتكابها بحق الأوكرانيين.
وأكد السفير الأوكراني لدى السعودية، أن "القوات الأوكرانية ستواصل تحرير الأراضي المحتلة، واستعادة السلام والنظام باعتبارها شروطا ضرورية لتعافي الاقتصاد".
وعلى صعيد السياسة الخارجية، قال الدبلوماسي الأوكراني: سنواصل طريقنا نحو التكامل مع أوروبا وتسريع الاجراءات اللازمة للحصول على عضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي الناتو.
صعوبة المحادثات
ومن جهته، أكد فولوديمير شوماكوف، الدبلوماسي الأوكراني السابق والمستشار الحالي لحاكم محافظة خيرسون جنوب البلاد، في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، صعوبة بدء محادثات سلام مع النظام الروسي.
وفسر: يشترط النظام الروسي الحالي لبدء المفاوضات استسلام أوكرانيا والقبول بالأمر الواقع، وهو أمر مرفوض، علاوة على الرفض الأميركي لهذا الأمر بعد تقديمها كل هذه المساعدات لكييف.
وكان أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، قد كتب مؤخرا، عبر حسابه الرسمي على تويتر : "روسيا ينبغي أولا أن تسحب قواتها من أوكرانيا.. فهل بوتين مستعد؟ من الواضح أنه لا.. لذلك، نحن واقعيون في تقييم الأوضاع: سنتحدث مع الرئيس القادم (لروسيا).
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، في وقت سابق إنه بينما تظل روسيا "منفتحة" على المحادثات، فإنها غير قادرة على التفاوض مع كييف بسبب رفضها إجراء محادثات مع بلده.
ورحب الكرملين بما وصفه بـ"ضبط النفس" من قبل الجانب الأميركي بشأن "صاروخ بولندا".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى رد فعل يتميز بضبط النفس وأكثر مهنية من الجانب الأميركي".
وندد بيسكوف بـ"هستيريا" من طرف "مسؤولين كبار لدول عدة". وأضاف "روسيا لا علاقة لها بالحادثة التي حصلت في بولندا".
كانت وسائل إعلام بولندية محلية، ذكرت أن شخصين لقيا حتفهما بعد أن أصابت القذائف منطقة كانت تجف فيها الحبوب في قرية برزيودوف البولندية.