جاء فوز كاثرين كورتيز ماستو الصعب في ولاية نيفادا بمقعد مجلس الشيوخ الأميركي بمثابة طوق النجاة للحزب الديمقراطي حيث أفشل خطط الجمهوريين في السيطرة على الكونغرس، وحسم بشكل كبير المعركة السياسية بين الحزبين بعد 4 أيام من إجراء الانتخابات.
ووصل الديمقراطيون بعد إعلانهم فوز ماستو إلى المقعد رقم 50 بينما ظل الجمهوريون عند المقعد رقم 49، في مجلس الشيوخ الذي يعد الغرفة العليا في الكونغرس الذي يتكون من 100 مقعد، وحتى لو فازوا الحزب الأحمر بالمقعد المتبقي في جورجيا ستكون الأغلبية من نصيب الحزب الأزرق حيث إن نائبة الرئيس كامالا هاريس تملك كسر قاعدة التعادل وترجيح كفة الميزان خلال أي تصويت بصفتها رئيسة المجلس.
ماذا يعني ذلك؟
• شبكة "إيه بي سي نيوز": النتيجة تعني أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يمكنهم أن يتنفسوا الصعداء بعد حملة انتخابية متقلبة في منتصف المدة أكدت مدى ضعف قبضة الحزب على السلطة.
• الأغلبية البسيطة في مجلس الشيوخ ستمنح الحزب القدرة على الموافقة على القضاة الذين يختارهم بايدن لشغل المناصب في محاكم المقاطعات ومحاكم الدائرة والمحاكم العليا.
• سيكون هذا أمرًا حاسمًا بشكل خاص للديمقراطيين لكسب مقاعد جديدة في المحكمة العليا التي تتمتع الآن بأغلبية 6-3 من المحافظين.
• من خلال السيطرة على مجلس الشيوخ، يمكن للديمقراطيين رفض التشريع الذي يرسله مجلس النواب الذي يحتمل أن يسيطر عليه الجمهوريون.
• تعليق الخطط الجمهورية لتحقيقات بايدن.
• وأد خطط الجمهوريون لإجراء تحقيقات في أنشطة إدارة بايدن ونجله هانتر الذي كان له تعاملات تجارية مع أوكرانيا والصين.
• من خلال الاحتفاظ بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ، سيحافظ الديمقراطيون على سيطرتهم على اللجان والتحقيقات، بالإضافة إلى منع أي محاولات من قبل مجلس الجمهوريين لعزل بايدن.
• حال فاز الديمقراطيين في جورجيا سيؤدي إلى زيادة الأغلبية إلى 51-49 ما يعطيهم ميزة إضافية في تمرير عدد محدود من مشاريع القوانين المثيرة للجدل التي يُسمح لها بالتقدم بأغلبية بسيطة من الأصواتلماذا خسر الجمهوريون؟
• موقع "ذا هيل" الأميركي: رغم أن الانتخابات النصفية شكلت تهديدًا وجوديًا لأغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، كشفت الانتخابات أيضًا عن بعض نقاط ضعف الجمهوريين.
• رشح ناخبو الحزب الجمهوري في ولايات مثل جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا سلسلة من المرشحين غير المختبرين والمعرضين للجدل في معظم الحالات بناءً على طلب الرئيس السابق ترامب الذين كافحوا لمواكبة منافسيهم الديمقراطيين في جمع التبرعات وغالبًا ما وجدوا أنفسهم يتصدون للأسئلةـ حول تاريخهم ومؤهلاتهم الشخصية.
• قلق الناخبين بشأن قضايا مثل حقوق الإجهاض وإنكار الانتخابات حفزوا القاعدة الديمقراطية وأوقفوا الناخبين المتأرجحين في الولايات التي كان من الممكن أن يفوز بها الجمهوريون في ظل ظروف مختلفة
• في المقابل، تم دعم الديمقراطيين بقائمة من المرشحين الذين تم اختبارهم في المعركة للتغلب على التضاريس السياسية غير الودية
المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأميركي مهدي عفيفي لـ"سكاي نيوز عربية":
• سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ حتى ولو بفارق بسيط مهم جدا خاصة أنه يملك صلاحيات الموافقة على ترشيحات وتعيينات الرئيس في المراكز الحساسة كالمحكمة الدستورية العليا والفيدرالية والوزارات والاتفاقات الكبيرة
• واعتبر أنه حتى لو فاز الجمهوريون بمجلس النواب بأغلبية بسيطة كما هو متوقع يعني أن السياسات الديمقراطية هي التي ستمر
• الانتخابات كانت أكبر دليل على وعي المواطن الأميركي كون الرأي جاء مساندا وداعما للديمقراطية رغم الظروف الاقتصادية وعدم الاستقرار الدولي
الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، لموقع "سكاي نيوز عربية":
• كانت سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ متوقعة لأن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ فقط كان متاحًا لانتزاع السيطرة.
• علاوة على ذلك، كانت جودة المرشح المدعوم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ سيئة للغاية، لذا كان من الواضح جدًا في مجلس الشيوخ أن إقبال الجمهوريين على التصويت سيكون منخفضًا ومن المحتمل ألا يقدموا الكثير من الدعم لهؤلاء المرشحين
• إذا انتهى الأمر بالجمهوريين إلى السيطرة على مجلس النواب، فيمكننا أن نتوقع حالة من الجمود في الكونغرس مع عدم إنجاز أي شيء وعدم تمرير أي تشريع رئيسي خلال العامين المقبلين.
• يمكننا أيضًا أن نتوقع أن إدارة بايدن ستدفع المزيد من الأوامر التنفيذية بدون الجمهوريين، ولكن من السهل التراجع عنها من قبل الرئيس القادم.
• على سبيل المثال، فيما يتعلق بأي صفقة نووية مع إيران، من غير المرجح أن تقدمها إدارة بايدن على أنها معاهدة إلى الكونغرس أو بأي شكل آخر، وربما تحاول تبني سياسات أحادية الجانب لتجنب إشراف الكونغرس
• إذا سارت الأمور كما هو متوقع، وفاز الجمهوريون بمجلس النواب على الرغم من الاختلافات مع مجلس الشيوخ، يمكننا أن نتوقع العديد من التحقيقات في إدارة بايدن وعلاقات نجله مع الصين وغيرها