بدأت أوكرانيا خلال الساعات الماضية، في تشييد جدار على طول حدودها مع بيلاروسيا، بالأخص في مناطق جيتومير وفولين وريفني شمالي البلاد.
كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، قال إن الأعمال المتعلقة بتثبيت التحصينات وتجميع الحواجز على طول الحدود، جارية على قدم وساق، وتم تجميع حتى الآن تحصينات وجدار على طول 3 كم على الحدود في منطقة فولين.
قال إن التحصينات ستقام أيضا في المناطق المتاخمة لروسيا، وتشترك أوكرانيا وبيلاروسيا في حدود تبلغ نحو 1000 كم، فماذا تنوي كييف بالجدار العازل؟ وهل ستنجح؟
تسلسل مخطط الجدار الأوكراني
تقول الباحثة سمر رضوان، نائب رئيس تحرير وكالة رياليست بموسكو، إن هدف جدار أوكرانيا ليس العزل كما يُشاع (جدار عازل)، بل الهدف الحماية والدفاع، فهي تبني حصنا من أسلاك شائكة وجدارا مسلحا وخنادق أيضًا.
أوضحت نائب رئيس تحرير وكالة رياليست للدراسات، في تصريحاتها لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن فكرة بناء "جدار" على الحدود الأوكرانية ليست جديدة.
• عام 2014، خرج أرسيني ياتسينيوك، رئيس وزراء أوكرانيا آنذاك، بمبادرة مشروع الجدار، حيث قدمه كخط من التحصينات على الحدود مع روسيا بطول ألفي كيلومتر.
• المخطط وفقًا للإعلان يتم الانتهاء من العمل منه في غضون ستة أشهر، لكن تم تمديد المواعيد النهائية أولا حتى عام 2018، ثم حتى عام 2021، ثم حتى عام 2025.
• مارس 2016، فتح محققون من المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا قضية جنائية بشأن سرقة 16.7 مليون هريفنيا أثناء تنفيذ مشروع الجدار.
• عام 2017، تم اعتقال ثمانية أشخاص يشتبه في تورطهم في مخطط الفساد والذي كان ذا صدى كبير آنذاك.
• عام 2021، تم تجهيز 403 كيلومترات من الخنادق المضادة للدبابات و99 كيلومترا من الأسوار المعدنية و62 كيلومترا من الحاجز الحلزوني "أسلاك شائكة".
أضافت رضوان أن كييف أسرعت من وتيرة العمل في الخط الفاصل والجدار من جانب حدود بيلاروسيا خلال الأسابيع الماضية، بدءا من الخندق والسد والسياج الخرساني المسلح بالأسلاك الشائكة، بخلاف تنفيذ أعمال مماثلة في المناطق المتاخمة للأراضي الروسية، وزرع حقول الألغام على الحدود.
أكدت أن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، لا يستبعد وقبل الحرب بسنوات، أنه إذا فشلت المفاوضات لحل النزاع في شرق أوكرانيا، فسيتعين عليهم عزل أنفسهم عن نهر دونباس بـ"جدار"، من خلال إجراء استفتاء.
لماذا الآن؟
مطلع الشهر الجاري، أعلن وزير الدفاع البولندي بناء جدار على الحدود مع إقليم "كالينينغراد" الروسي، في نموذج مشابه للجدار الذي أقيم بالفعل على الحدود مع بيلاروسيا؛ بارتفاع مترين ونصف المتر وثلاثة صفوف من الأسلاك الشائكة، وبطول 210 كيلومترات.
أكتوبر الماضي، اتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أوكرانيا، بإرسال 15 ألف جندي إلى المنطقة الحدودية لبناء دفاعات وإجراء أنشطة استطلاع، وهي أمور وصفها بأنها "استفزازات".
وهنا يقول الخبير الأوكراني بالعلاقات الدولية، قسطنطين جريدين، إن الجميع متخوف من بيلاروسيا ودورها في مساعدة حليفها القوى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن خطة كييف استراتيجية لعدة أسباب.
• أعادت روسيا الأسبوع الماضي نشر الآلاف من القوات في بيلاروسيا، مما أثار مخاوف من توغل مشترك على الحدود الشمالية لأوكرانيا.
• بيلاروسيا تعتبر تهديدا صريحا للجبهة الشمالية، وبالأخص بعد تحرير مدينة خيرسون.
• الجدار يمنع توغل الميليشيات أو الفرق الصغيرة التي تقوم بمهمات تخريبية داخل العمق الأوكراني وخلف خطوط القوات.
• الجدار والتحصينات ستعطل أي توغل محتمل من روسيا في تلك النقطة.
• التوقيت الحالي هو الأنسب في ظل الدعم الغربي والأميركي من أجل سرعة الانتهاء من تحصين تلك الجبهة.