تغيّرت السياسات المتعلقة بالمناخ في فرنسا مع مرور الوقت، إذ لم يكن ملفّ حماية البيئة، أولوية لدى كثير من الفرنسيين، لا بل إنهم لم يكونوا مقتنعين بالتقارير، التي تتحدث عن التغيير المناخي، لكنّ الأمر يتبدّل.
بريس لالولند، وزير سابق للبيئة في فرنسا، ورئيس واحدة من أكبر الجمعيات الفرنسية التي تدافع عن الاقتصاد الأخضر، خاض في سنوات عمله الطويلة نضالا من أجل سن قوانين تحمي البيئة ورافق مسار تغيير الوعي المجتمعي بقضاياها، مذ كان صعبا إقناع الفرنسيين بمسألة التغيير المناخي إلى أن باتت اليوم ظاهرة ملموسة.
يقول بريس لالولند: "كان الناس يسألوننا إن كنا مقتنعين فعلا بما تقوله التقارير عن التغير المناخي، فآثار هذه الظاهرة لم تكن تؤثر على حياتهم اليومية، وعندما بات التغيير المناخي ظاهرا للعيان كان الوقت قد تأخر جدا".
وأضاف: غيرت الحرب في أوكرانيا أولويات ملف البيئة في أوروبا وأجبرت العديد من الدول على استخدام بدائل للغاز الروسي أكثر تلويثا للبيئة، وسط تحذيرات المنظمات البيئية.
وأكمل: التقشف في استخدام الطاقة وتسريع خطوات الانتقال إلى الطاقة النظيفة هو أمر جيد بالنسبة للبيئة لكن من السيء للكوكب العودة لاستخدام طاقة ملوثة كالفحم وهذا يعيدنا خطوات للوراء في مسار حماية البيئة .
ووُقع في باريس اتفاق المناخ عام 2015 بعد تعذر ذلك لنحو عشرين عاما، ومنذئذ باتت البيئة أولوية لفرنسا خاصة مع تكرار موجات ارتفاع درجات الحرارة التي تسببت عام 2003 في وفاة نحو عشرين ألف شخص، فيما تكررت الفيضانات التي ضربت خصوصا جنوبي فرنسا، وتعرضت ذات المناطق في فصول أخرى لحرائق دمّرت آلاف الهكتارات من الغابات و ضرب الجفاف محاصيل زراعية مع الخشية من تأثير ذلك على الأمن الغذائي.
ومن وزارة حماية الطبيعة، الى وزارة التنمية المستدامة، تغير مرارا اسم وزارة البيئة في فرنسا وباتت مؤخرا تحمل اسم الانتقال البيئي والطاقي في إشارة الى الأهمية الكبيرة التي توليها باريس لملف الطاقة بالتوازي مع مسألة البيئة.