في الوقت الذي تحاول فيه منطقة الساحل الإفريقي مجابهة التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة، يظهر تهديد جديد يضرب قدرات جيوش دول الساحل الغربي لإفريقيا، وهو انتشار الطائرات المسيرة في أيدي التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام.
وإزاء هذا الوضع المقلق، عقدت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي في الهند، وعلى مدار يومين، لبحث التهديد المتزايد الذي تشكله التكنولوجيا الجديدة والناشئة على العالم، ومن بينها استخدام الجماعات الإرهابية للطائرات المسيرة.
توصلت اللجنة إلى اعتماد وثيقة تدعو الدول الأعضاء إلى منع ومكافحة الأشكال الرقمية للإرهاب، لا سيما استخدام الطائرات المسيرة ووسائل التواصل الاجتماعي وتمويل الإرهاب عبر الإنترنت.
تحول لافت
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي خالد برعي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن وجود الطائرات المسيرة في أيدي الجماعات الإرهابية في دول الساحل، في ظل حالة التراجع الأمني الذي تشهده هذه الدول لا سيما مالي وبوركينا فاسو، أصبح يشكل تغيرا كبيرا في قواعد اللعبة وموازين القوة في هذه المنطقة.
وأضاف برعي أن الأمر يحتاج إلى تكاتف دولي لمجابهة هذا التهديد الجديد، حيث إن جماعات مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام أصبحت تفرض سيطرتها على مساحات واسعة في هذه المنطقة، مستغلة حالة الفراغ الأمني والصراع السياسي والعسكري بين روسيا من جانب والمعسكر الغربي من جانب آخر، بالإضافة إلى انسحاب فرنسا من مالي في ظل إنهاء عملية "برخان".
وأشار إلى أن حالة مالي أثارت جدالا مكثفا حول النفوذ الروسي في إفريقيا ومدى توغل موسكو في المنطقة، خاصة بعد الصراع الروسي الأوكراني وامتناع غالبية الدول الإفريقية التصويت ضد روسيا، فضلا عن اتخاذ الدول الأخرى موقفا مؤيدا لها، وقد جاء ذلك في مقابل تراجع القوى التقليدية من غرب إفريقيا، وهو ما أثار التساؤلات حول حدود النفوذ الروسي، وعما إذا كانت مالي حالة استثنائية أم أنها تكشف عن تغلغل روسي واقعي وممتد في القارة الإفريقية.
تحدثت تقارير دولية عن حصول الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي والصحراء على "الدرونز" بمثابة مسألة ممكنة جدا، باعتبار أن المنطقة تعد مسرحا للتنافس الدولي بالوكالة بين قوى كبرى، ومنها أميركا وروسيا وفرنسا، وهو مناخ تتقوى فيه الجماعات الإرهابية.
مسيرات بثمن بخس
كان تقرير نشره مركز "إفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، العام الماضي، كشف عن أنه يمكن شراء بعض نماذج "الطائرات المسيرة" وتسليحها مقابل أقل من 650 دولارا.
ونقل التقرير عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن جماعة "بوكو حرام" النيجيرية حصلت على طائرات دون طيار واستخدمتها لأغراض استخباراتية، مضيفا أن طائرات "بوكو حرام" كانت أكثر تطورا من تلك التي تستخدمها الحكومة النيجيرية.
وكشفت مصادر محلية لـ"سكاي نيوز عربية"، أن هناك الكثير من طرازات الطائرات دون طيار التي تباع في الأسواق، ويمكن للجماعات الإرهابية الحصول عليها عبر أطراف ثالثة، خصوصا في إفريقيا، حيث تنتشر عصابات الجريمة المنظمة وعصابات غسل الأموال.
وبحسب التقارير، فإن هذه الطائرات يشتريها أشخاص أو كيانات وسيطة ليس لها تاريخ إجرامي لديها، وبالتالي فهي تباع بشكل قانوني، ويتم الكثير من عمليات البيع عبر منصات إلكترونية عابرة لفكرة المكان مثل مواقع البيع الإلكتروني.