أطلقت الهند بنجاح، ثالث اختبار لصاروخ "أغني برايم" الباليستي القادر على حمل رأس نووي، وذلك في إطار سعيها لتعزيز قوتها وقدراتها على الردع الاستراتيجي.
والتجربة النووية الهندية الجديدة، تأتي في خضم الخلافات الحدودية الممتدة مع جارتيها باكستان والصين، اللتين تمتلكان أيضا أسلحة نووية.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إنديا" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الهندية، الأسبوع الماضي، قولهم إن الصاروخ "أغني برايم" الباليستي، "حقق جميع أهداف الاختبار بنجاح"، وإن عملية الاختبار جرت قبالة سواحل أوديشا.
ما هو الصاروخ الهندي الجديد؟
- قادر على حمل رأس نووي.
- يصل مداه ما بين 1000 إلى 2000 كلم.
- اجتاز أقصى مدى.
- يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين.
- يعتبر الأخف وزنا بين الصواريخ الباليستية من طراز "أغني".
- يتميز بنظام ملاحة وتوجيه مزدوج.
"الردع النووي"
ووفق خبراء عسكريين، فإنه بعد دخول "أغني برايم" في ترسانة قيادة القوات الاستراتيجية الهندية، سيصبح "الرادع الرئيسي" مع الصاورخ "أغني-5" الذي يوفر الغطاء الكامل للهند ضد الخصوم الإقليميين.
كما أن اختبار "قدرة الردع النووي" يجعل الهند واحدة من 6 دول، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين، مزودة بقدرات نووية ضاربة لشن هجمات مضادة برا وبحرا وجوا، وفقا لوكالة فرانس برس.
من جهة أخرى، يؤكد اختبار الصاروخ الباليستي الذي أطلق من غواصة "صُنعت في الهند"، تقدم هذا البلد على طريق إنتاج معداته العسكرية الخاصة.
وكانت الهند قد كشفت مؤخرا عن الدفعة الأولى من مروحيات هجومية هندية الصنع، مصممة للاستخدام في المناطق المرتفعة، مثل جبال الهيمالايا، حيث اشتبكت قواتها مع الصين في 2020.
وفي سبتمبر الماضي، أطلقت أول حاملة طائرات محلية الصنع "آي إن إس فيكرانت"، في خطوة مهمة ضمن الجهود المبذولة لمواجهة النفوذ العسكري الصيني المتزايد في المنطقة.
وحاملة الطائرات هذه واحدة من أكبر السفن الحربية في العالم، إذ يبلغ طولها 262 مترا، ووضعت في الخدمة بعد 17 عاما من البناء والاختبارات.
لماذا دخلت الهند سباق التسلح النووي؟
ولدى الهند سياسة معلن عنها، بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية، وهي بصدد تطوير مبدأ نووي قائم على "الردع النووي الأدنى الموثوق به".
ووفق خبراء تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الهند "قادرة على إنتاج صاروخ بعيد المدى أكثر من (أغني- 5) وعائلة تلك الصواريخ، بشرط أن تقوم حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمراجعة خياراتها النووية، ومنح الموافقة على منصة توصيل بعيدة المدى".
وفي هذا الصدد، يقول الخبير العسكري، جلال الطويل: "البرنامج النووي الهندي يعد حجر الزاوية في استراتيجية نيودلهي الأمنية للقرن الـ21. طوال فترة ما بعد الحرب، كانت تبذل جهودا جبارة لرفع قدرتها النووية إلى الدرجة العسكرية، وتطوير وسائل حمل السلاح النووي، لكن خلال الأعوام الأخيرة، أظهر هذا البلد الآسيوي استعداده لأخذ الخطوات الضرورية ليصبح دولة نووية من الدرجة الأولى".
ويضيف: "الهند دولة عملاقة وهي واحدة من أكبر الدول المستوردة للأسلحة في العالم، وما زالت تعتمد على شراء المعدات من موسكو، أكبر وأقدم مورد عسكري لها منذ عقود، وقد خاضت عددا من الحروب، وتشهد نزاعات حدودية منذ فترة طويلة مع جارتيها باكستان والصين اللتين تمتلكان أسلحة نووية".
وفي هذا السياق، يوضح الطويل مجموعة من النقاط المهمة، تتعلق بالعوامل التي دفعت الهند إلى دخول النادي النووي:
- قبل الحرب الهندية الصينية وما تبعها من إجراء الصين أول تفجير نووي، كانت الهند ترى أن القنبلة النووية لن تساعدها في حل أي من مشاكلها، على الرغم من أن قادتها كانوا يعلنون عن قدرة الهند على تصنيعها.
- بعد مناقشات في البرلمان، تطور البرنامج النووي الهندي للضرورة التي فرضها تنامي القوة النووية الصينية، والتخوف من تعاونها مع باكستان.
- الصين ما زالت تمثل التهديد الرئيسي للهند، رغم التحسن الطفيف في العلاقات.
- مواجهة هذا التهديد يتطلب حيازة الأسلحة النووية، وتلك رؤية رائجة بين الرأي العام الهندي.
- ضرورة تحقيق التفوق النووي على باكستان.
- عدم تحقيق تقدم في مجال نزع الأسلحة النووية.
- التغيرات في البيئة الدولية وسعي نيودلهي لتحقيق الهيبة ومكانة دولية مرموقة.