تلقت "حركة الشباب" الصومالية الإرهابية ضربة من الولايات المتحدة بفرض عقوبات على بعض قادتها العاملين في جلب التمويلات وشراء الأسلحة، أعقبتها ضربة عاجلة من الجيش الصومالي الذي قضى على عشرات من مقاتليها.
في تقدير مصادر صومالية تحدثت لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن العقوبات تطور مهم، ينضم لتطور اتباع الحكومة سياسة واضحة في محاربة الحركة (فرع تنظيم القاعدة في الصومال)، وانضمام القبائل مؤخرا للحكومة في هذا الهدف.
أعلن الجيش الصومالي أنه استعاد، صباح الأربعاء، السيطرة الكاملة على قرى وركلن، وبكجيح، وغاليف، ورعيسي، وقورطيري، وجيلبلي في محافظة شبيلي الوسطى، وذلك بعد يوم من إعلانه قتل العشرات من عناصر "حركة الشباب" قرب شبيلي وهيران، حسب وكالة الأنباء الصومالية.
العقوبات الأميركية
هذه العملية جاءت بدورها بعد يوم من فرض وزارة الخزانة الأميركية، الإثنين، عقوبات على 14 من "حركة الشباب"، بينهم 6 قالت إنهم أفراد في شبكة شراء الأسلحة، وتدبير تسهيلات مالية، واستقطاب أفراد.
من الأسماء التي شملتها العقوبات: عبد الله الجيري، خليف عدال، حسين أفجوي، عبد الكريم حسين جقال، عبدي الصمد، وعبد الرحمن نوري.
يقدر ما جلبته الحركة من أموال عبر التهريب وغيره بنحو 100 مليون دولار سنويا.
إجراءات مؤثرة
الباحث السياسي الصومالي آدم هيبة، وصف العقوبات الأميركية بالمؤثرة، خاصة فيما يتعلق بجلب الأسلحة والتمويل الخارجي، إلا أنه اعتبر أن الإجراءات نفسها لا تؤثر على التمويل المحلي.
يشير هيبة بذلك إلى أن الحركة الإرهابية تجني أموالا طائلة من نزع الإتاوات من المزارعين والشركات في الأماكن التي تسيطر عليها.
لكن الباحث أشار أيضا إلى أن المصادر المحلية تتراجع منذ أن انضمت القبائل للحكومة في الحرب على الحركة.
انضمت القبائل، التي كانت تلتزم الحياد، للحكومة بعد تضررها من هجمات الحركة ضد آبار المياه وقوافل الإغاثة لابتزاز وتجويع الأهالي، رغم الجفاف الحاد الذي يضرب البلاد.
"ثورة قبلية"
باتت "الثورة القبلية" التي تمتد لكل الولايات من أهم التطورات التي تهدد "حركة الشباب"، وهو ما أسهم في تحرير أكثر من ٣٠ منطقة تسيطر عليها الحركة منذ 10 سنين، بحسب "هيبة".
يرجع الباحث السياسي هذا الأمر إلى الرابط القبلي الذي يسهم في توجيه السكان هناك، مع الدعم الحكومي القوي لهذا التحرك.
وقوة الدعم الحكومي تنبع من تغير سياسة الحكومة التي كانت تحت قيادات سابقة مشوشة؛ ما أعطى "حركة الشباب" فرصة التمدد.
قبل شهر، التقى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في الولايات المتحدة، نظيره الأميركي، مطالبا بمساندة واشنطن لحكومته وإمدادها بطائرات بدون طيار، التي نفذت بالفعل أقوى عملياتها بعد أسبوع فقط من اللقاء.
تم اللقاء بعد أيام من تحذير أطلقه كبير المستشارين للشؤون السياسية في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورينتيس، من أن "حركة الشباب" تسعى إلى الحصول على طائرات بدون طيار.
تعانق المخدرات والإرهاب
"حركة الشباب"، التي ظهرت عام 2006، استغلالا للحرب الأهلية، ليست تحديا فقط للصومال، لكن للكثير من دول شرق إفريقيا، خاصة أنها كونت موالين لها بداخلها.
مصدر التهديد ليس في الهجمات الإرهابية فقط، لكن كذلك في استغلال الحركة شبكتها في هذه الدول لتعمل كوسيط نقل المخدرات بينها.
فمثلا، تستقبل الكوكايين المهرب من أميركا اللاتينية وآسيا، والمنقول عبر شبكات في ميناءي كيسمايو وبوساسو، وتهربها مرة أخرى إلى كينيا، كما توضح مجلة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في دراسة بعنوان "تحالف غير مقدس الإرهاب والتجارة غير المشروعة في شرق إفريقيا".