يترقب البرازيليون موعد إجراء الجولة الثانية من معركة الانتخابات الرئاسية، نهاية أكتوبر الجاري، وسط احتدام المنافسة بين قوى اليمين، ممثلة بالرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو، وقوى اليسار، ممثلة بالرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ووفقا لنتائج آخر استطلاع للرأي حول فرص فوز أحد المرشحين المتنافسين، فإن بولسونارو لا يزال يتقدم على دا سيلفا في بعض المناطق ويتراجع في مناطق أخرى، بحسب ما أفادت صحيفة "ذي ريو تايمز" في عددها الصادر الاثنين.
نتائج الاستطلاع
- ساو باولو: دا سيلفا 46.3 بالمئة وبولسونارو 53.7 بالمئة
- ميناس جيرايس: دا سيلفا 51.3 بالمئة وبولسونارو 48.7 بالمئة
- ريو دي جانيرو: دا سيلفا 45.9 بالمئة وبولسونارو 54.1 بالمئة
المزاج العربي العام
يقدر عدد سكان البرازيل بنحو 214 مليون نسمة، من بينهم ما يزيد عن 11 مليونا ونصف المليون نسمة من العرب والمنحدرين من أصول عربية.
ولا يختلف المزاج العربي العام في المعركة الانتخابية الراهنة عن مزاج عموم البرازيليين الأصليين، بسبب ما يسمى بـ"الانصهار الكامل" للجاليات المختلفة في المجتمع الوطني المتفاعل حاليا على إيقاع التنافس المشتد بين قوى اليمين وقوى اليسار.
ووفقا لنتائج استبيان سريع أجراه موقع "سكاي نيوز عربية" مع عدد من ذوي الأصول العربية الذين يعيشون في البرازيل، فإن سر هذا الانصهار يعود إلى "أوجه التشابه في قراءة وتفسير أبعاد الصراعات العقائدية المتتالية في مختلف أنحاء العالم".
اكتشاف البرازيل
يذكر أن تاريخ توجّه العرب صوب البرازيل يعود إلى مرحلة اكتشافها قبل أكثر من 500 عام من الزمان، بحسب دراسات صادرة حديثا لمؤرخين وباحثين تتمحور حول التالي:
- الإشارة إلى أسماء أشخاص عرب كانوا على متن رحلات البحار البرتغالي بيدرو ألفاريس كابرال، الذي وصل إلى البرازيل عام 1500.
- التأكيد على أن اللغة العربية كانت محكية في شوارع ريو دي جانيرو وباهيا ومناطق أخرى خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
- التشجيع على تفعيل العلاقات البرازيلية – العربية مع استقلال البلاد عام 1822 ووصول الإمبراطور دوم بيدرو الثاني إلى الحكم في القرن التاسع عشر.
- الاهتمام الذي أولاه الإمبراطور الجديد لتعلم اللغة العربية، قراءة وكتابة، وشروعه في ترجمة رواية "ألف ليلة وليلة" إلى اللغة البرتغالية.
- الزيارات التي قام بها الإمبراطور بين 1871 و1877 لكل من مصر ولبنان وفلسطين وسوريا.
التاريخ الحديث
فتح هذا التفاعل القديم الباب أمام الهجرة الكبيرة للعرب إلى البرازيل الذين أصبحوا جالية تُعد اليوم بالملايين.
وبحسب ما خلصت إليه دراسة إحصائية، تم إجراؤها عام 2020 بتكليف من الغرفة العربية – البرازيلية، فإن الجالية العربية أصبحت تشكل نسبة 6 بالمئة من السكان في البرازيل، وفقا للترتيب التالي:
- اللبنانيون 27 بالمئة
- السوريون 13 بالمئة
- المغاربة 6 بالمئة
- السعوديون 6 بالمئة
- المصريون 5 بالمئة
- الفلسطينيون 5 بالمئة
- الجزائريون 3 بالمئة
- الأردنيون 3 بالمئة
- الليبيون 3 بالمئة
- الصوماليون 3 بالمئة
- البحرينيون 1 بالمئة
- القطريون 1 بالمئة
أما بالنسبة للمجموعات الدينية التي تنتمي إليها الجالية العربية في البرازيل، فيشكل أتباع الديانة المسيحية من كاثوليك وأرثوذوكس وإنجيليين نسبة 43 بالمئة من المجموع، بينما يشكل المسلمون نسبة 16 بالمئة، في حين أن 23 بالمئة قالوا إنهم يعتنقون أديان أخرى، أو لا يتبعون أي ديانة على الإطلاق.
حدة التنافس الانتخابي
يشار إلى أن الأحد الماضي شهد تنافسا حادا بين المرشحَين بولسونارو ودا سيلفا وصل إلى حد تبادل الاتهامات والشتائم بين بعضهما البعض في أول مناظرة مباشرة، قبل أسبوعين من موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في البرازيل.
واتهم دا سيلفا خصمه بولسونارو بأنه "ملك الأخبار الزائفة"، ليردّ عليه الأخير باتهامات تتعلق بـ"الكذب والفساد وحيازة سجل مشين".