بعد يوم واحد فقط من إعلان موسكو ضم أربع مناطق في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي، انسحب آلاف الجنود الروس من بلدة أوكرانية بالغة الأهمية، يوم السبت، في خطوة وُصفت بالمُحرجة للكرملين.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، يوم السبت، إن الجنود الروس انسحبوا من بلدة ليمان الواقعة شرقي أوكرانيا، لأن القوات الأوكرانية قامت بتطويقهم.
وتأتي خسارة القوات الروسية لبلدة ليمان، بعد أن منيت تلك القوات في الآونة الأخيرة بخسارة آلاف الكيلومترات التي سبق أن سيطروا عليها في شرقي أوكرانيا، إثر هجوم مضاد شنته القوات الأوكرانية مستفيدة من المساعدات العسكرية التي قدمها الغرب.
ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، خسارة الروس لبلدة ليمان بالاستراتيجية، لأنها كانت تشكل نقطة إمداد رئيسية على الجانب الغربي من إقليم دونباس، حيث ركزت القوات الروسية وجودها طيلة أشهر.
واستعان الروس بليمان من أجل ضمان نقل الإمدادات إلى الشرق، منذ تمكنهم من السيطرة على البلدة خلال الربيع الماضي.
واستطاعت القوات الأوكرانية أن تتقدم هذا المحور، بينما كانت روسيا تعلن ضم كل من لوغانسك ودونيتسك؛ اللتين أعلنتا نفسيهما جمهوريتين من جانب واحد، إلى جانب مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون.
لكن روسيا قللت من شأن ما قيل عن الانسحاب، مشيرة إلى أنها أقدمت على الخطوة، لأجل التحرك نحو خطوط مجدية بشكل أكبر على الأرض.
لكن المتحدث باسم القوات الأوكرانية، سيرهي شيريفاتي، قال لـ"واشنطن بوست"، إن البلدة شهدت قتالا، رغم الحديث عن انسحاب روسي.
في غضون ذلك، تحدثت منصات مؤيدة لروسيا على "تلغرام"، غت تعرض الجنود الروس لهجمات شديدة في ليمان، بينما كانوا يحاولون الخروج، والسبب هو أن الأوكرانيين أغلقوا كافة المنافذ.
ترحيب أميركي
رحب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بسيطرة أوكرانيا على معقل ليمان الرئيسي من روسيا في شرق أوكرانيا. وقال إنه نجاح مشجع في ساحة المعركة من شأنه أن يخلق معضلات جديدة للجيش الروسي.
وقال أوستن للصحفيين في مؤتمر صحفي في هاواي "بالتأكيد إنه أمر مهم. ما نراه الآن يشجعنا جدا".
وأشار أوستن إلى أن ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي استخدمتها روسيا لدفع قواتها وعتادها إلى الجنوب والغرب مع مواصلة روسيا الحرب في أوكرانيا التي بدأت قبل أكثر من سبعة أشهر.
وقال أوستن "بدون هذه الطرق سيكون الأمر أكثر صعوبة. لذا فإنه يمثل نوعا من المعضلة بالنسبة للروس للمضي قدما.
وأضاف: "ونعتقد أن الأوكرانيين قاموا بعمل رائع للوصول إلى هناك والبدء في احتلال المدينة".
تصعيد ووعيد
في غضون ذلك، شن الجيش الروسي هجوما بطائرة مسيرة على مسقط رأس الرئيس الأوكراني، يوم الأحد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية "العلم الأوكراني موجود بالفعل في ليمان. خلال الأسبوع الماضي كانت هناك المزيد من الأعلام الأوكرانية في دونباس. وفي غضون أسبوع سيكون هناك المزيد".
وفي جنوب أوكرانيا، تعرضت مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، لهجوم روسي بطائرة مسيرة انتحارية استهدفت مدرسة، صباح الأحد، ودمرت طابقين منها، وفقا لتصريحات فالنتين ريزنيشنكو، حاكم منطقة دنيبروبتروفسك.
وأشار الحاكم إلى أن السلطات تمكنت من إخماد حريق أشعله هجوم الطائرة المسيرة.
وجرى اتهام روسيا في الأسابيع الأخيرة باستخدام طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف في أوكرانيا. و
قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 5 طائرات مسيرة إيرانية الصنع جنوبي أوكرانيا خلال الليل، بينما نجحت طائرتان أخريان في اختراق الدفاعات الجوية.
في غضون ذلك، استهدفت الهجمات الروسية أيضا مدينة زابوريجيا، حسبما ذكرت السلطات، يوم الأحد.
أعلن الجيش الأوكراني الأحد أنه نفذ غارة على مستودع ذخيرة روسي في جنوب البلاد، وضرب مواقع قيادة روسية أخرى، ومستودعات ذخيرة وبطاريتين مضادتين للطائرات من طراز "إس-300".