قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ستعلن حزمة أسلحة جديدة قيمتها 1.1 مليار دولار إلى أوكرانيا، في إطار برنامج "مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا"، الذي صادق عليه الكونغرس، ليتيح للإدارة الأميركية تزويد كييف بالأسلحة من الصناع، وليس من الترسانات الأميركية.
وذكرت مصادر أميركية أن المساعدات ستشمل راجمات "HIMARS" وصواريخ لها، ومختلف الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة والرادارات، وقطع غيار، وأجهزة دعم تقني وغير ذلك، تلبية لنداءات الرئيس الأوكراني المستمرة بتزويده بالأسلحة، لا سيما صواريخ هاربون المضادة للسفن وأنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات "NASAMS"، فهل يتسلمها زيلينكسي؟.
الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، يقول إنه "يجري الحديث عن تقديم منظومتي ناسامس المضادة للطيران إلى أوكرانيا منذ بداية شهر يوليو الماضي.
وقبل الخوض بالانعكاسات السياسية والعسكرية، من الجدير التعرف على هذه المنظومة:
- هي منظومة دفاع جوي الأكثر تطورا من بين جميع المنظومات التي يمكن أن تتسلمها أوكرانيا، وتأثيرها متوسط يصل إلى نحو 40-50 كيلومتراً مع ارتفاع 15 كيلومترا.
- تتميز هذه المنظومة بأن الرادار المرتبط بها منفصل عن منصة الإطلاق، لذلك عند كشفها سيتمكن العدو من تدمير منصة الإطلاق فقط.
- رخيصة الثمن واستبدالها سهل جداً كما أن طاقم التوجيه والإطلاق المتخصص سيبقى محمياً، لأنه يتم تركيب منصات الإطلاق على سيارات سريعة، تستطيع المغادرة بعد الإطلاق مباشرةً.
- تتلقى هذه المنصات المعلومات من طائرات الاستطلاع أواكس، والسفن الحربية والمحطات الرادارية الأخرى.
تأثيرها على موسكو
الدكتور آصف ملحم أكد أنه "من حيث المبدأ، لا أهمية لهذه المنظومات من الناحية العسكرية، نظراً لعددها الصغير، فمسرح العمليات العسكرية يمتد لمسافة 2500 كيلومتر؛ ترتبط الخطورة الحقيقية لهذه المنظومات بوضع القوات العسكرية الروسية والأوكرانية في أرض المعركة وطريقة عملها".
- المنظومات التي ستتسلمها أوكرانيا هي من نوع NASAMS-2، تتضمن 8 رادارات و12 منصة إطلاق في كل منصة إطلاق 6 صواريخ، أي أن العدد الكلي للصواريخ 144 صاروخا.
- تكمن خطورة منظومات ناسامس بقدرتها على اصطياد الصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيران، كما أن هناك احتمالا ضعيفا، بأن تتمكن من اصطياد صواريخ كاليبر؛ من المستبعد طبعا أن تتمكن من اعتراض صواريخ إسكندر الباليستية.
- تلك المنظومة تجبر الطيران الروسي على التحرك بشكل حذر جدا، ويعتمد على القصف بعيد المدى والتحليق على ارتفاعات منخفضة، أي أن هذه المنظومات ستحد من حركة الطيران الروسي.
- إذا استلمت أوكرانيا مضادات الطائرات، لن تكون قادرة على شن "نزاع حول سماء دونباس"، لكن في ظل وجود المنظومة فتستطيع إبطاء تقدم القوات الروسية بشكل كبير.
- المنظومة سهلة الحمل على سيارات دفع رباعي، مما يجعل المعارك تتجه لحرب شوارع.
الهدف الأميركي
في السياق، تقول الباحثة سمر رضوان، نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو: "الهدف واضح من تلك الأسلحة وهو ليس حزم المعارك لصالح أوكرانيا بالطبع لا، لكن إطالة أمد المعارك ليس أكثر".
وأوضحت أن "ملعب استفزاز روسيا بغية القيام بردود عنيفة وشديدة، وهو شكل من أشكال الابتزاز والاستفزاز معا، ومن المرجح أن يقتصر الرد الروسي على رفع مستوى التصعيد العسكري ضد أوكرانيا، وقد تقوم بضرب منشآت وبنى تحتية ذات أهمية حيوية واستراتيجية أو ضرب المناطق التي تتموضع فيها الإدارات الأوكرانية في كييف، بما في ذلك إدارة الرئيس الأوكراني، التي امتنعت روسيا عن ضربها دائماً".
من جانبه، توقع الخبير الأوكراني بالعلاقات الدولية، قسطنطين جريدين، أن تغير تلك المنظومة إلى حد ما المعادلة في الجو بين أوكرانيا وروسيا التي يتجاوز عدد مقاتليها كييف بكثير.
وأبرز قسطنطين جريدين، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تلك المنظومة ستسهم بشكل كبير في حماية المنشآت الحيوية التي تستهدفها موسكو باستمرار، بخلاف تحييد قدرات سلاح الجو الروسي.
وأضاف أن عدد المنظومات التي من المتوقع أن تصل في غضون أيام لا يكفي كل المناطق، لكن سيتم تركيزها في الشرق والجنوب لزيادة عملية الهجوم المضاد.