فيما تتواصل منذ الجمعة عمليات الاستفتاء للانضمام إلى روسيا، والتي ستستمر حتى يوم 27 سبتمبر الجاري، في 4 مناطق أوكرانية، تعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، برد "سريع وحازم" إذا مضت موسكو في ضم أراض أوكرانية لها .
ما هي المناطق الخاضعة للاستفتاء؟
- تجري عمليات الاستفتاء للانضمام إلى روسيا، في منطقتي لوغانسك ودونيتسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وفي مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد.
- تشكل مساحتها أكثر من 100 ألف كلم مربع، أي ما يقارب نحو 20 في المئة من مساحة أوكرانيا.
- يبلغ عدد سكانها نحو 7 ملايين، بواقع قرابة 15 بالمئة من عدد سكان البلاد.
تفاصيل تهديد بايدن:
- "الولايات المتحدة لن تعترف أبدا بالأراضي الأوكرانية على أنها أي شيء آخر غير جزء من أوكرانيا" .
- "استفتاءات روسيا الصورية ذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة".
- "واشنطن ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض تكاليف اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا، وستستمر في دعم الشعب الأوكراني وتزويده بالمساعدة الأمنية، لمساعدته على الدفاع عن نفسه ضد الغزو الروسي".
لكن مراقبين يشككون في جدوى هذا التهديد الأميركي، وقدرته فعليا على ردع موسكو عن المضي في ضم المناطق الأربع للأراضي الروسية.
هل تتراجع روسيا؟
قال الخبير العسكري والاستراتيجي، محمد الحربي، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "روسيا ما زالت صامدة أمام العقوبات الغربية على مدى أكثر من نصف سنة، وهي لن تتراجع في حال فرض المزيد منها، كما هدد الرئيس الأميركي".
- "التراجع بالنسبة لروسيا يبدو مستحيلا، خاصة أن الاستفتاءات جارية على قدم وساق في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية داخل أوكرانيا، في مؤشر قاطع على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ماض في مخططه الأوكراني حتى النهاية".
حرب نفسية
- "تهديدات بايدن لا تعدو كونها ضربا من الحرب النفسية، لكنها واقعيا لن تؤثر على قرار التعبئة الروسية ولا على مجريات الحرب، حيث أن موسكو لديها أوراق قوة ضاربة في سياق مواجهتها لواشنطن"، وفق الحربي.
- من أوراق موسكو الضاربة، وفقا للحربي، "أنها تملك ورقتي موارد الطاقة والغذاء".
- التضخم فاق نسبة 10 بالمئة في مختلف الدول الغربية، التي باتت اقتصاداتها الكبرى في منطقة اليورو وفي أميركا نفسها مهددة بالانكماش وحتى بالركود الاقتصادي، على وقع فرضها العقوبات على روسيا".
ماذا يحدث إذا رُفعت وتيرة التسليح الغربي لكييف ردا على هذه الاستفتاءات؟.. "في حال استخدام هذه الأسلحة ضد القوات الروسية مثلا في المناطق التي تعتزم الانضمام لروسيا، فإن ذلك "سيقود حتما لردود فعل عنيفة".
"يحذر الروس منذ الآن من أن أي استهداف لتلك المناطق التي ستنضم لبلادهم، سينظر له كاستهداف للدولة الروسية ككل، ولهذا فخيارات الرد الأميركي، في حال اعتمادها، تبدو محفوفة بمخاطر جسيمة"، كما يوضح الحربي.
تسريع عمليات الضم
بدوره، قال الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، طارق سارممي، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- "بلا شك فإن فرض حزم مشددة من العقوبات الجديدة على روسيا، لن يفلح في كبح الروس عن المضي نحو ضم المناطق الأوكرانية المشاركة في الاستفتاءات، والتي نتيجتها وفق كافة المعطيات ستكون لصالح الالتحاق بروسيا، وهي عملية لن يطول تنفيذ متطلباتها".
- "الكرملين أعلن صراحة أن موسكو ستسرع وتيرة ضم جمهوريتي دونباس، وكل من مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا".
سلاح ذو حدين..
- سارممي شدد على أن "التلويح بعصا العقوبات الاقتصادية ضد موسكو من قبل الرئيس الأميركي، وأوروبا قد دخلت عمليا فصل الشتاء، هو سلاح ذو حدين، ذلك أن أي تغليظ للعقوبات على روسيا سيرتد عكسيا على البلدان الغربية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه نقصا في الغاز مع دخول فصل الشتاء".
- "السخط الشعبي سيتعاظم كذلك في الدول الغربية، جراء تعاظم التداعيات الكارثية على أمن الطاقة ببلدان أوروبا، بسبب فرضها للعقوبات على روسيا"، كما يقول الباحث بالعلاقات الدولية.