شهدت الجزائر، الأربعاء، انطلاق العام الدراسي الجديد 2022-2023، ليعود ما يزيد من 11 مليون تلميذ إلى مقاعد الدراسة، موزعين على مستوى 30 ألف مؤسسة تربوية.
وشكل إدماج اللغة الإنجليزية في المراحل الابتدائية الحدث الأبرز في العام الدراسي الجديد في الجزائر.
وكان تعليم اللغة الإنجليزية في الجزائر سابقا يبدأ في المستوى المتوسط، في حين ظلت اللغة الفرنسية الأولى في المناهج التربوية.
وجاء الإعلان عن إدراج تعليم الإنجليزية في الصفوف الأساسية، إثر قرار للرئيس عبد المجيد تبون في يونيو الماضي بهذا الشأن، وذلك بعد "دراسة عميقة للخبراء والمختصين".
ويضاف إلى ذلك، قرار توزيع أكثر من 3 ملايين لوحة إلكترونية على التلاميذ في إطار رقمنة العملية التعلمية، التي تسعى الجزائر من خلالها للتخفيف من أعباء حمل التلاميذ للكتب الورقية.
واختلفت أجواء الدخول المدرسي هذه السنة على السنوات الماضية، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات الجديدة لتحسين وتطوير المنظومة التربوية التي تعاني الكثير من المشاكل، سيما مشكلة اكتظاظ التلاميذ في الأقسام.
وينظر عمال قطاع التربية، إلى اليوم الأول من الدخول المدرسي باعتباره فرصة للتلاميذ للقاء الأساتذة والتعرف على مقاعد الدراسة.
وهو ما دفعهم للحرص على منح التلاميذ شحنة إيجابية تجسدت في مظاهر الاستقبال الجيد للتلاميذ، في العديد من المؤسسات التربوية التي تزينت بالورود.
وبالمناسبة وجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رسالة تحفيزية للتلاميذ عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مشيرا إلى أنه قد حان موسم الجد والعمل.
مشكلة الاكتظاظ
وبالإضافة إلى مسألة اللغة الإنجليزية، فقد عرف الموسم الجديد، استلام العديد من المحافظات لأقسام تربوية جديدة سواء على المستوى الطور الابتدائي أو الثانوي.
وهو الأمر الذي سيساهم حسب أولياء التلاميذ، في حل إحدى أبرز المشاكل التي يشتكي منها التلاميذ كل عام، والتي تتعلق بالاكتظاظ في الأقسام حيث يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد على مستوى بعض المؤسسات التربوية حوالي الأربعين تلميذا.
وقد ركز وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، في كلمته بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي، على العديد من الظواهر التي تعاني منها المنظومة التربوية.
وقال بلعابد: "هناك عدد ضئيل جدا من المؤسسات التي تعاني من ظاهرة الاكتظاظ، وسيتم التكفل بالمشكل".
ويرافق الدخول المدرسي الجديد، نهاية نظام التفويج الذي تم اعتماده على مدار سنتين كاملتين بسبب جائحة كورونا، وقد ألغت وزارة التربية البروتوكول الصحي الذي كان يفرض على التلاميذ والأساتذة وعمال القطاع ارتداء الكمامة واستخدام المعقم والتباعد الاجتماعي داخل الفصول المدرسية.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" وصف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ عز الدين زروقي الإجراءات الجديدة، بالإيجابية التي تخدم التلاميذ والأساتذة على حد السواء.
3 ملايين لوحة رقمية
ولعل أبرز ما يميز الدخول المدرسي في الجزائر هذه السنة، مسألة الاعتماد على الألواح الرقمية التي وزع منها 3 ملايين لوحة، على مستوى كامل التراب الوطني.
في هذا الإطار، قال رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ: "التوجه إلى رقمنه العملية التعليمية للتخفيف من معاناة التلاميذ هو أمر إيجابي، لكنه خلق نوع من عدم العدالة الاجتماعية، لأن العملية لم تمس أكثر من 30 بالمئة من عدد التلاميذ البالغ عددهم 11 مليون تلميذ".
مخاوف من شبح الإضراب
في مقابل ذلك ركزت النقابات التربوية على تسجيل النقائص المسجلة على مستوى المؤسسات التربوية، بغرض مناقشتها وإيجاد حلول لها في القريب العاجل.
ووصف الناطق باسم المجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية مسعود بوديبة، الإصلاحات المتخذة على مستوى قطاع التربية لهذا الموسم الدراسي بـ"الجزئية"، والتي لن تغطى كل المشاكل.
وقال بوديبة لموقع "سكاي نيوز عربية" : "الكل يتخوف من عودة شبح الإضرابات، وسنحاول إيجاد حلول للمشاكل بطرق آخرى".
وتأمل جمعيات أولياء التلاميذ في إيجاد حل لمشكلة الإضرابات المتكررة كل عام، ومراعاة حق التلاميذ في السير الحسن للبرامج التعلمية.
وانتهى الموسم الدراسي للسنة الماضية على وقع سلسلة من الإضرابات التي شاركت فيها 26 نقابة، وهو ما دفع بالحكومة الجزائرية لتوجيه العديد من التحذيرات للنقابات التي تدعوا للإضراب في كل مرة من أجل المطالبة بالحقوق الاجتماعية والمادية للأساتذة عن طريق التوقف عن العمل وشل المؤسسات التربوية.