تبدو أن تداعيات التقدم الأوكراني في الحرب، لم تجبر روسيا على تغير خططها العسكرية فقط، بل دفعتها للحديث مجددا عن المفاوضات المتوقفة منذ أبريل.
وبالتزامن مع إعلان أوكرانيا استعادة مدن إيزيوم وكوبيانسك وبالاكليا الاستراتيجية، أبدت روسيا استعدادها للعودة إلى طاولة التفاوض.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، "روسيا لا ترفض المفاوضات مع كييف، ولكن كلما تم تأجيل العملية لمدة أطول، زادت صعوبة التوصل لاتفاق".
وفي الوقت نفسه، ألمح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف روسيا، إلى إمكانية عودة السفير لكييف، مشددا على ضرورة إنهاء الحرب.
شد وجذب
• في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، أنه من المستحيل التفاوض بشأن إنهاء الحرب مع روسيا، مشيرا إلى أنه لا توجد ثقة في روسيا أو في أي وعود سوف تقطعها، وأنه لا يخاطب من يصدرون إنذارات نهائية.
• وتسببت تصريحات زيلينسكي في انزعاج روسيا، وجاء رد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عليه، بقوله "الإنذارات النهائية الحالية هي مجرد تمهيد بسيط لما سيطلب في المستقبل، وهذا الأمر معروف لدى زيلينسكي، وهو استسلام نظام كييف التام بشروط روسيا".
هل يعود التفاوض؟
• يرى ناصر زهير، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات، أن العمليات العسكرية الراهنة والتصعيد المتبادل يشجعان على البدء في المفاوضات، خاصة مع التحركات الأوروبية، وإجراء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات مستمرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن.
• بينما يرى أستاذ الفلسفة السياسية رامي خليفة العلي، أن الأطراف أمام معادلة صفرية في المفاوضات، نظرا لأن الغرب وأوكرانيا لن يقبلا بشروط روسيا المتشددة التي لم تتغير طيلة 7 أشهر الحرب.
• يوضح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه رغم التقدم الأوكراني الميداني وانتقال أوكرانيا من مرحلة المقاومة إلى مرحلة الصمود ثم إلى مرحلة المبادرة في الحرب، لن تنقلب الموازين ويجبر الجانب الروسي على الاستسلام وقبول شروط الغرب بخروج القوات الروسية من أوكرانيا.
أين العقبة؟
• تكمن مشكلة التفاوض بين كييف وموسكو، أنها ما زالت محكومة بما تريده الولايات المتحدة، بحسب تصريحات زهير لموقع "سكاي نيوز عربية"، الذي طرح تساؤلا "هل تفسح الولايات المتحدة المجال الآن أمام المفاوضات؟
• يجد زهير، أنه رغم تلميح روسيا بإمكانية التفاوض فإتها لن تقبل به تحت آلية الضغط العسكري، ما يدفعها لشن عمليات عسكرية موسعة لكي تعود للتفاوض.
شروط روسيا
• حياد أوكرانيا التام.
• عدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
• وقف كييف عملياتها العسكرية.
• التنازل عن شبه جزيرة القرم.
• الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
• ترفض كييف أن تصبح محايدة منزوعة السلاح، وتطالب بوجود ضمانات أمنية مطلقة في وجه روسيا.
• يستبعد العلي، تنازل روسيا عن شروطها، خاصة مع التكافؤ العسكري في ميدان الحرب، وتمسك كل طرف بالتقدمات العسكرية التي حققها، لذا يصبح سيناريو استمرار الحرب هو الأقرب لرفض روسيا الانسحاب قبل تحقيق أهدافها.
• يشدد زهير، على أن روسيا لن تتنازل عن شروطها الرئيسية المتعلقة بعدم انضمام كييف للناتو، مشيرا إلى أن نقاط الخلاف تظل في وضع شبه جزيرة القرم، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
سلسلة التفاوض
مرت المفاوضات بـ6 مراحل دون نتائج.
• في 28 فبراير، بدء المفاوضات في بيلاروسيا لوقف إطلاق النيران.
• في 3 مارس، انطلقت الجولة الثانية في بيلاروسيا.
• في 7 مارس، الجولة الثالثة في بيلاروسيا لمناقشة الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
• في 14 مارس، التقى الوفدان، افتراضيا، دون إحراز أي تقدم.
• في 30 مارس، جرت المفاوضات برعاية تركية دون نتيجة.
• في 22 أبريل، انتهت الجولة السادسة بتأكيد الجانبين على استحالة التفاوض.