وسط تبادل موسكو وواشنطن الاتهامات حول المسؤول عن إفشال صدور الوثيقة الختامية للمؤتمر العاشر الخاص بمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، يدق خبراء ناقوس الخطر من أن العالم صار "على حافة الهاوية النووية".
وفي حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، اعتبر خبراء روس وأميركيون أن الكارثة النووية الآن ليست مجرد تهديد، بل تتطور إلى "خطر حقيقي".
واختتم المؤتمر الذي تنظمه الأمم المتحدة أعماله، الجمعة، دون صدور إعلان مشترك بشأن نزع السلاح النووي، بعد اعتراض روسيا على ما وصفته بـ"عدم التوازن" في التعامل الغربي مع استهداف محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، والتي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن من يقوم بقصفها منذ أسابيع.
وبررت روسيا موقفها على لسان أندريه بيلوسوف، نائب رئيس وفدها إلى المؤتمر، بأن "التصريحات الكاذبة والمسيسة لبعض الوفود بشأن أوكرانيا منعت التوصل لتوافق حول البيان الختامي".
وتتخذ واشنطن جانب أوكرانيا في تحميل موسكو مسؤولية القصف المتكرر للمحطة، وقالت وزارة الخارجية، في بيان الأحد، إن موسكو لا تريد الاعتراف بالخطر الإشعاعي في زابوريجيا، وعرقلت مسودة الاتفاق بالمؤتمر كونها أشارت لمثل هذا الخطر.
وصباح الإثنين، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أن بعثة من الوكالة في طريقها إلى المحطة لتفتيشها، قائلًا في تغريدة: "علينا حماية أمن أوكرانيا وأمن أكبر محطة في أوروبا".
ردود فعل فشل المؤتمر
- تمتلك روسيا 6370 سلاحًا نوويًّا، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5800 من هذا السلاح.
- عقب الفيتو الروسي، أعربت واشنطن وهولندا والصين عن خيبة أملها لفشل إعلان الوثيقة التي تتطلب موافقة كل الدول الـ191 الموقعة على المعاهدة الدولية.
- أسفت "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية" لفشل المؤتمر، فيما اعتبرت "رابطة الحد من التسلح"، ومقرها واشنطن، أن المؤتمر "فرصة ضائعة لتعزيز الأمن العالمي".
- هذا ليس الفشل الأول للمؤتمر، ففي 2015 فشل في إقرار المراجعة الأخيرة للمعاهدة.
- تلزم معاهدة عدم الانتشار النووي منذ 1970، الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، بتخفيض مخزوناتها من الأسلحة النووية وتمنع الآخرين من امتلاكها.
"تصفية الحسابات"
الباحث الروسي، أندريه أورلوف، يتهم واشنطن بأنها تريد تقليص القدرات العسكرية لروسيا لتصفية الحسابات معها، وعكست هذا في المؤتمر.
وفي ذلك، يحذر من أن عدم مراجعة المعاهدة يجعل مستقبل الاتفاقية على المحك، و"إثارة أميركا الاستفزازات مع روسيا تجعل العالم على حافة الهاوية النووية".
وأضاف "الكارثة النووية ليست تهديدًا مجردًا، بل خطر حقيقي مع نشرها في أي صراع عن طريق سوء تقدير أو بالخطأ".
خطر قريب
في المقابل، يصف الخبير العسكري الأميركي بيتر آليكس، موقف روسيا بـ"المتشدد"، وأنه برفضها التوقيع على وثيقة المؤتمر "تنسف معاهدة عدم الانتشار النووي.. العالم أصبح معرضًا لخطر مأساة نووية".
ويستدل على ذلك بأن "الترسانة النووية في العالم تبلغ 13 ألف سلاح نووي، وإذا استمر الأمر، فهناك احتمال حقيقي بأن تفقد الدول الثقة بالمعاهدة، والتسبب في تعريض دولها للخطر".
محطة زابوريجيا
- تأسست 1980، وهي من أكبر 10 محطات في العالم، وتتألف من 6 وحدات تنتج 5.7 غيغاواط من الطاقة الكهربائية.
- تقع على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل، أسوأ حادث نووي في العالم، والذي وقع 1986.
- سيطرت روسيا عليها في مارس، وحافظت على استمرار عملها.