بـ"إلحاح" شديد، طلب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، منح الكتائب الشيشانية فرصة لإنهاء حرب أوكرانيا بشكل سريع، وذلك بعد تأجيج خصوم روسيا لأساليب الاغتيالات والتفجيرات عن بعد ضد قواتها.
وجاء الطلب الشيشاني تزامنا مع إعلان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، حليف موسكو، اكتمال تجهيز الطائرات البيلاروسية طراز "سو-24" لحمل أسلحة نووية بالاتفاق مع بوتن ما يؤجج ما أسماه محللون بـ"حرب حشد الأنصار"، بين روسيا وخصومها الغربيين.
وفي رسالة صوتية نشرها على "تليغرام"، قال قديروف: "أتوجه بإلحاح للقائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية بطلب منحنا الفرصة لإنهاء العملية الخاصة في أوكرانيا".
هذا الطلب الشيشاني "المُلح" يحمل رسالة لأوكرانيا المتهمة من موسكو بالتورط في اغتيال شخصيات روسية بارزة، منهم الصحفية داريا دوغينا، وإيفان سوشكو، رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة ميخائيلوفكا، شرقي أوكرانيا، وفيتالي جورا، نائب رئيس إدارة نوفا كاخوفكا في خيرسون.
ولوقف نزيف خسائر جنودها على الأرض، كثفت أوكرانيا الأسابيع الأخيرة التفجيرات عن بعد ضد قواعد عسكرية ومخازن ذخيرة وجسور استراتيجية روسية بشبه جزيرة القرم، وفق اتهامات روسية.
لماذا الإلحاح الشيشاني؟
مع دخول حرب أوكرانيا شهرها السادس دون حسم، يتجه طرفا الصراع نحو المعارك غير التقليدية.
ووفق تحليل قدمه خبير الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن وجود الشيشان على الأرض في الحرب ليس بغريب لما يأتي:
- الشيشان إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، فمن الطبيعي أن تكون قواتها ضمن تشكيلات الجيش الروسي.
- الكتائب الشيشانية مشهورة بشراستها في القتال، وبقدراتها على خوض معارك "حرب الشوارع" واقتحامات المدن، والجميع يذكر دورها في إتمام السيطرة الروسية على ماريوبول بأوكرانيا.
- يتأجج التوتر من وقت لآخر بين الرئيس الشيشاني والدول الغربية التي هي الطرف المعادي لموسكو في الحرب، ويترجم قديروف ذلك بتصريحاته المتحدية للغرب.
- وفق ما نشرته مجلة "فورن بوليسي" الأميركية، فإن وجود القوات الشيشانية هو نوع من الحرب النفسية التي يستخدمها بوتن ضد القوات الأوكرانية، مشيرة لتسليح موسكو للشيشانيين والترويج لهم بمقاطع فيديو وصور ترصد تدريباتهم في أوكرانيا.
مشاركة مخططة
وهنا يقول الأكاديمي الحسين إبراهيم المفتاح، الباحث في العلوم السياسية بجامعة دمشق، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مشاركة قديروف في المعارك كان مخططا لها قبل أن تبدأ موسكو عمليتها؛ تحسبا لطول أمد الصراع.
وشارك المفتاح زميله جاسم في أن الشيشانيين تلقوا تدريبات قوية على حروب الشوارع، كما يتميزون بالانضباط واتباع القيادات.
الولاء المطلق
وفيما يخص اتباع القيادات، فإن قديروف وصل تأييده للعملية الروسية إلى حد أن ظهر بنفسه داخل ماريوبول بعد السيطرة عليها في مارس.
والشيشانيون هم أول من دخلوا أوكرانيا بعد قليل من بدء الحرب، وسجلت كتيبة "فوستوك" دورا مشهودا في عمليات المشاة بماريوبول.
ونهاية أبريل، قال قديروف على "تليغرام" إن “مئات الجنود الشجعان من مختلف أنحاء بلادنا الهائلة قرروا الانضمام إلى جيش التحرير الروسي”.
وزاد في مايو بالقول إن 200 "من محاربي النوايا الحسنة" يتخرجون في الجامعة الروسية للقوات الخاصة في جودرميس، ويغادرون إلى أوكرانيا كل أسبوع.
وحسب تقديرات، غادر 8000 شيشاني للقتال في أوكرانيا؛ وشاركوا في معارك الاستيلاء على سيفيرودونتسك وليسيتشانسك شرقا.
ومع استعار المعارك أعلن قديروف، الشهر الجاري، الانتهاء من تشكيل 3 كتائب جديدة وفوج تابع لوزارة الدفاع الروسية في بلاده.