حمل إعلان واشنطن إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا رسالة بأنه لا نهاية قريبة للحرب الروسية الأوكرانية، خاصة مع تأكيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن المساعدات هدفها دعم كييف "على المدى الطويل".
حزمة المساعدات الجديدة تشعل الصراع المتفجر منذ 6 أشهر، حسب ما نقلته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن مصادر في "البنتاغون"، التي تحدثت كذلك عن احتمال أن تنقل واشنطن أسلحة سرّا إلى أوكرانيا.
وأعلن بايدن، الأربعاء، عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 3 مليارات دولار، لتعزيز قدرات الجيش الأوكراني للسنتين المقبلتين، عبر تزويده بصواريخ أرض جو أكثر تطورا وقذائف مدفعية وصواريخ موجهة بالليزر ومُسيّرات متطورة.
وحسب بيان بايدن، فإن "هذه الأموال ترمي إلى ضمان قدرتها على مواصلة الدفاع عن نفسها على المدى الطويل".
حرب الوكالة والإنهاك
وعن سياسة واشنطن في تقديم المساعدات، يقول آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن العقيدة الأميركية تقوم على إدارة الصراع بطريقة غير مباشرة، في إشارة إلى أسلوب الحرب بالوكالة.
والولايات المتحدة تعلم جيدا أن الدخول في صراع مباشرة مع روسيا "سيؤدي إلى نهاية مدمرة"؛ ولذلك تدعم الجيش الأوكراني ليكون في المواجهة، فهي لا يهمها حرية أو تحرير أوكرانيا، والنخبة الأوكرانية وقعت ضحية خداع واشنطن" بحسب تعبيره.
ومنذ عام 2014، قدمت واشنطن 15.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وفقا للبنتاغون، من بينها 13.5 مليار دولار منذ وصول بايدن للسلطة يناير 2021.
وإدراكا من موسكو للهدف الأميركي البعيد، صرَّح وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، بأن "هدف واشنطن في أوكرانيا هو إنهاك روسيا استراتيجيّا للقضاء على المنافسة وتحذير الدول الأخرى".
الثقة المفقودة
من خلال رصد تصريحات "البنتاغون" بعيدا عن البيت الأبيض، نجد أن هناك عدم ثقة في الجانب الأوكراني، حسب مدير مركز "جي سي إم" للدراسات لوجود شركات أوكرانية تبيع السلاح الأميركي في السوق السوداء عبر صفقات مع جماعات إرهابية في القرن الإفريقي والشرق الأوسط.
والكثير من التقارير الغربية رصدت تهريب الأسلحة من أوكرانيا إلى بؤر صراع أخرى؛ ولذا بالنظر إلى خريطة المساعدات، يواصل ملحم، نجد أن الغرب يقدم لكييف أسلحة دفاعية وليست هجومية.
أسلحة سرية
الذخيرة التي لم تعلن واشنطن رسميّا عن توريدها هي M982 Excalibur، كما ورد في وسائل الإعلام الغربية، حيث تم تضمين "Excalibur" في ذخيرة مدافع الناتو عيار 155 ملم، مثل M777 الأميركية والقيصر الفرنسي.
وهذه الأسلحة غير المعلنة التي استلمتها كييف، حسب حديث مصطفى خالد المحمد، الأكاديمي في العلاقات الدولية بموسكو لموقع "سكاي نيوز عربية"، يتم استخدامها بنشاط من الجيش الأوكراني في دونباس شرقا، ويتجاوز مدى إطلاق قذيفة تجزئة قياسية شديدة الانفجار 30 كم؛ حيث تبذل واشنطن قصارى جهدها في زيادة تسليح أوكرانيا لإطالة أمد الصراع.
ويسير الرئيس الأوكراني، فولاديمير زيلينيسكي، على الدرب الأميركي؛ حيث صرح مؤخرا بأن كييف ليست مستعدة لوقف إطلاق النار، ولا تخطط لتسوية الوضع من أجل "تهدئة روسيا".
تأتي الحزمة الجديدة في حين لا يزال الجانبان الروسي والأوكراني منخرطين في معارك بالمدفعية الثقيلة، على خط جبهة يمتد على مسافة طويلة في شرق أوكرانيا وجنوبها، وسط عدم تمكن أي من الجانبين من تحقيق مكاسب كبيرة في الأسابيع الأخيرة.