عند ظهورها عام 2004 أعلنت حركة الشباب الإرهابية في الصومال أن هدفها إسقاط نظام الحكم، لتأتي سنة 2022 وهي واحدة من أشهر الحركات في تجارة المخدرات.
ورصدت الشرطة الصومالية في الآونة الأخيرة تصاعد نسبة مدمني المخدرات في العاصمة مقديشيو، وتجارة المخدرات، والتي تتحكم بها حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وفق خبراء صوماليين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية".
ولمحاصرة هذا التمدد، شنت الشرطة في الأسابيع الأخيرة حملة واسعة ضد تجارة وتهريب المخدرات، دون أن يكون للحكومة استراتيجية واضحة لذلك، وفقا للإعلامي الصومالي أدم أجعل.
وأضاف أجعل أن هناك مخدرات لم يشهد الصومال رواجها من قبل في مقديشو، مثل الحبوب والحقن والشراب، بأنواع جديدة تهدد الشباب الصومالي الذي يعاني البطالة.
وتستفيد حركة الشباب من المخدرات في تمويل أنشطاتها الإرهابية في الصومال، كجزء أوسع من الجريمة المنظمة، والتي تشمل شبكات تهريب الفحم والسكر والأسلحة الصغيرة والماشية والمخدرات، وفقا لتقرير مركز "وودرو ويلسون"، ومقره واشنطن.
وتقدر عائدات حركة الشباب من الجريمة المنظمة بحوالي 70 إلى 100 مليون دولار أميركي سنويا، في تقديرات تقرير حديث للأمم المتحدة،.
وبحسابات معهد التراث لدراسات السياسات، ومقره مقديشو، فإن ميزانية حركة الشباب تصل لنحو 100 مليون دولار سنويا، خصصت أكثر من 24 مليون دولار منها لشراء الأسلحة.
شبكة عابرة للحدود
ورصدت دراسة بعنوان "تحالف غير مقدس الإرهاب والتجارة غير المشروعة في شرق إفريقيا" نشرتها مجلة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، أن حركة الشباب تعمل كوسيط أو قناة لنقل المخدرات بين عدة دول، فمثلا تعالج كميات الكوكايين المهربة من أميركا اللاتينية وآسيا، والمنقولة عبر شبكات في مينائي كيسمايو وبوساسو، ثم تهربها إلى كينيا.
ولا يقف صرف عائدات هذه التجارة المحرمة على نشر الإرهاب في الصومال، ولكن حركة الشباب تموّل جماعات إرهابية في موزمبيق ونيجيريا، وفقما ذكر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
وأكد الباحث الصومالي في شؤون القرن الإفريقي نعمان حسن، أن حركة الشباب لديها باع طويل في تجارة المخدرات والجريمة المنظمة، كباقي التنظيمات الإرهابية، ولديها نشاط في دول مثل كينيا وأثيوبيا.
وتعمل الحركة على شن الهجمات على القوات الحكومية والمواطنين، وتمارس القرصنة ضد السفن القريبة من الشواطئ الصومالية، ويقدر عدد مقاتليها بما بين 7 و12 ألف.
وقبل ساعات، جدّد الرئيس الصومالي، خلال اجتماع له مع لجنة الأمن الوطني، عزم الحكومة على تصفية عناصر حركة الشباب وتحرير المناطق القليلة المتبقية في أيديها، وذلك بعد أيام من هجوم شنته الحركة على فندق بمقديشو.