تسلمت مالي شحنة جديدة من الأسلحة الروسية ضمن توجه رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في باماكو، الكولونيل أسيمي غوتا، لتوثيق علاقته مع روسيا والابتعاد عن أوروبا التي تخوض "حربًا باردة" مع موسكو في غرب إفريقيا.
وخلال تسليم الشحنة الجديدة، الثلاثاء، تم عرض طائرات L-39 وSukhoi-25، وطائرات هليكوبتر حربية طراز Mi-24P. وفي احتفال حضره أسيمي غوتا، أشاد وزير الدفاع المالي، ساديو كامارا، بالأسلحة الروسية التي تعزز قدرات باماكو الاستطلاعية الهجومية، وبـ"الشراكة التي تعود بالنفع على الجانبين"، واصفًا احتفال التسليم بـ"التاريخي".
وعقب وصول الأسلحة، ناقش رئيس المجلس العسكري الانتقالي في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، دعم موسكو لعملية الانتقال السياسي في مالي، مشيدًا بالشراكة بين البلدين التي تحترم سيادة مالي.
وفي وقت سابق، تسلمت مالي 5 طائرات L-39 وSukhoi-25 وطائرة هليكوبتر روسية، وتضمنت شحنات أخرى طائرتين هليكوبتر من طراز Mi-24P ورادارات مراقبة أُعلن عنها إبريل الماضي، إضافة إلى طائرتين هليكوبتر وأنظمة رادار متحركة، أُعلن عنها في مارس.
يقول الصحفي عبد الله آغ الحسن، من إقليم أزواد بشمال مالي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن روسيا تهدف إلى تغيير العقيدة العسكرية لباماكو لتحل محل السلاح الغربي، ولتوسيع سوق الأسلحة الروسية في إفريقيا، وتعظيم استفادتها من ثروات القارة ضمن ما يطلق عليه "التدافع على الموارد" في إفريقيا.
وتكتسب موسكو نفوذًا متزايدًا في الساحل الغربي الإفريقي، خاصة بعد أن حلَّت شركة "فاغنر" الروسية محل القوات الفرنسية في مالي بعد توتر العلاقات بين باريس وباماكو، كما شقت "فاغنر" طريقها إلى إفريقيا الوسطى.
توصيات للغرب
خلصت دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، إلى أن "فاغنر" إلى جانب تدريب القوات المالية ستوفر خدمات أمنية لكبار المسؤولين الماليين، وستستفيد أيضًا من الوضع لتأمين مكاسب اقتصادية في مالي ودول أخرى في القارة.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، استهدفت الشركات العسكرية الخاصة الروسية بلدانًا في إفريقيا جنوب الصحراء التي تتمتع بموارد طبيعية غنية، إضافة إلى تحديات تتعلق بالحوكمة والأمن، وفق الدراسة ذاتها.
وأوصت الدراسة الدول الغربية بتعزيز علاقاتها الدبلوماسية، ودعم شركاء المجتمع المدني في دول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، والتأكّد مِن أن هذه الشراكات تعود بالفائدة على الطرفين وليس من جانب واحد، في إشارة إلى ضرورة تبني الدول الغربية لمشروعات تنمية تكسبها قبولًا شعبيًّا، وتبعد عنها شبح صفة الاحتلال الأجنبي.
كذلك أوصت الولايات المتحدة وفرنسا والدول الإفريقية تطوير استراتيجية استباقية لمنع توسع نفوذ الشركات العسكرية الخاصة الروسية، بدلًا من مجرد الرد على استخدام هذه الأدوات غير النظامية.
و"فاغنر" تأسست عام 2014 على يد ديمتري أوتكين، العميد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، وظهرت لأول مرة شرقي أوكرانيا، وتقدر تحقيقات صحفية روسية عدد المنضمين إليها بين 3500 و5 آلاف مقاتل، بعضهم من دول الاتحاد السوفييتي السابق.