في مطلع يوليو 2021، اغتال مسلحون رئيس هايتي، جوفينيل مويس، في مقر إقامته، وتعهد خليفته أرييل هنري الذي شكل حكومة طوارئ بمكافحة العصابات.
والآن، وبعد مرور أكثر من عام صارت حكومته متداعية وتواجه اتهامات بعدم فعل الكثير في مواجهة العصابات التي تسيطر على أحياء كبيرة في العاصمة بورت أو برنس.
وهايتي دولة فقيرة تقع في البحر الكاريبي وتعد من أفقر دولة في القارة الأميركية.
وسلط تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية الضوء على تعاظم قدرة العصابات في هذه الدولة إلى درجة أنه باتت لها اليد العليا في العاصمة.
وقدر مصدر في قوات الأمن الهايتية إن العصابات تسيطر أو تؤثر على ثلاثة أرباع المدينة.
وفي منطقة تسمى سيتي سولاي، خلفت 10 أيام من القتال في يوليو الماضي أكثر من 470 قتيلا وجريحا ومفقودا بحسب الأمم المتحدة، بعدما حاولت عصابة توسيع نطاق سيطرتها وانتزاع مناطق أخرى تسطير عليها عصابات منافسة.
وخلال 3 أيام، قتلت الشرطة قائد عصابة (400 Mawozo) الشهيرة، وحررت 6 رهائن كانت تحتجزهم.
لكن الشرطة تؤكد أن هذه العصابة، وهي واحدة من عشرات تبث الرعب في هذه الشوارع، لم تطرد من الشوارع.
وقال أحد عناصر الشرطة الخاصة لمراسل الشبكة الأميركية: "هل ترى هذه الإشارة الحمراء (SMS)؟" إنها لهم، في إشارة إلى موقع العصابة.
ومثل الكثيرين من زملاءه، لم يرد هذا المسؤول الأمني الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
ورافق مراسل الشبكة الأميركية في جولة لقوات الأمن، حيث خاطب فيها ضابط عبر مكبر الصوت سكانا في أحد أحياء العاصمة الذين تدفقوا من طريق جانبي "أخرجوا. أنتم معرضون للخطر.. إنه أمر خطر".
وكان هذا الموقع خطيرا بالفعل، إذ يقع تحت سيطرة العصابات.
وقال الضابط إنه عندما تصل القوات الخاصة إلى مناطق سيطرة العصابات تبدأ في إطلاق النار، وبالفعل اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين بحسب "سي إن إن".
ويعد ذلك مشهدا شائعا في العاصمة بورت أوبرنس، في عشرات الأحياء في العاصمة التي تسيطر عليها العصابات.
ويبدو ان البلاد تنحدر صوب حرب شاملة بين الشرطة والجماعات الإجرامية المنظمة والمجهزة جيدا.
وأصبح الروتين المألوف في العاصمة أن تحاول الشرطة اقتحام مناطق العصابات، في محاولة لإظهار قوتها، وترد العصابات بوابل من الرصاص.
ويُظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي عصابات تستخدم جرافة مغطاة بألواح فولاذية لصد الرصاص، تقوم بدور دروع لتدمير المنازل، ويفترض أنها منازل المنافسين في العصابات الأخرى، وعمدت إلى إحراق منازل أخرى، فيما فر السكان في الليل سيرا على الأقدام.
ويبلغ التضخم في البلاد 30 في المئة، فيما الوقود شحيح للغاية، مما يخلق طوابير من السكان الغاضبين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن عنف العصابات قد يعرض الأطفال الصغار في مناطق القتال لخطر المجاعة الوشيكة.