يضطر عدد متزايد من الأميركيين إلى طلب معونات الغذاء، رغم تراجع نسبة البطالة في البلاد، فيما يقول خبراء إن التضخم أنهك جيوب الأسر فلم تعد قادرة على مجاراة المصاريف المرتفعة للطعام.
وبحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه الحاجة إلى الغذاء وسط الأميركيين ليست ناجمة عن "بطالة مفاجئة" كما حصل في بداية وباء كورونا سنة 2020، بل تفاقم الجوع لأن التضخم زاد بشكل كبير، فلم تعد حتى الأسر العاملة نفسها أن تنفق على الغذاء كما كانت تفعل من ذي قبل.
وتشير بيانات "أسعار المستهلك" في الولايات المتحدة إلى أن تكلفة الطعام زادت بـ10.4 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل سنة مضت، وهذه أكبر زيادة تحصل في 12 شهرا منذ سنة 1981، وهو ما يعني أن الأزمة غير مسبوقة منذ عقود.
وتقول كيلي ويلوكس، وهي امرأة في الخامسة والثلاثين من العمر تقيم في مدينة بايسون بولاية يوتا، إن زوجها فقد وظيفته ثم سرعان ما وجد أخرى جديدة، لكن العمل ليس كافيا لسد الحاجيات.
وتضطر كيلي إلى قصد مخزن للمؤن يقدم المعونات حتى تستطيع توفير الطعام لأطفالها، قائلة إنه لا محيد عن خفض الأسعار أو زيادة رواتب العاملين، لأجل تجاوز هذا المأزق.
وتظهر الأرقام أن هيئة لتوزيع معونات الطعام تسمى "تابيثا واي" في مدينة "سبانيش فورك"، بولاية يوتا، كانت تقدم المساعدة لـ130 أسرة في الأسبوع، لكن الرقم ارتفع إلى أكثر من 200 في الوقت الحالي.
في غضون ذلك، تقول "بنوك الطعام"، وهي مخازن لتقديم معونات الغذاء، إنها تواجه ضغطا متزايدا، فيما تشكو انخفاضا في التبرعات، في حين لا تعرف أسر كثيرة أنه بوسعها أن تلجأ إلى هذا الخيار حتى تضمن الطعام لنفسها.
وكشفت دراسة صادرة عن مركز الدراسات الأميركي "أوربان أنستيتيوت"، أن مؤشر انعدام الأمن الغذائي كان قد هبط بشكل كبير في سنة 2021، لكن عاد وارتفع في شهري يونيو ويوليو الماضيين، حتى بات الوضع مشابها لما كان عليه في مارس وأبريل 2020، أي في بداية وباء كورونا.
وكشفت الأرقام أن شخصا واحدا من كل خمسة أميركيين يقول إنه أحس بانعدام الأمن الغذائي، خلال الأيام الثلاثين التي سبقت الاستجواب.
وحتى وسط الأشخاص البالغين الذين يعملون ولهم وظائف، قال 17.3 في المئة إنهم أحسوا بانعدام الأمن الغذائي، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، في حين أن هذا الرقم لم يكن يتجاوز 16.3، سنة 2020.