كشفت صحيفة صينية، الأربعاء، أن زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي، إلى تايوان، زادت المخاوف من اشتباك الجيشين الصيني والأميركي.
وقالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية، إن" الجيش الأميركي عارض في البداية زيارة بيلوسي لمنع أي مناوشات مع الصين، وهو ما ذكرته بيلوسي نفسها حين قالت ربما كان الجيش يخشى إسقاط طائرتنا أو شيء من هذا القبيل من قبل الصينيين".
وأضافت:" خلال الزيارة نشرت القيادة العسكرية الأميركية سفن حربية بينها حاملة "رونالد ريغان" الهجومية في بحر الصين الجنوبي، وكذلك حاملة طائرات وثلاث مدمرات تجري دوريات روتينية في بحر الصين الجنوبي وبحر الفلبين".
وتابعت أن "المناورات بالذخيرة الحية التي بدأها الجيش الصيني في محيط جزيرة تايوان، تشير إحداثياتها أنها على بعد عشرين كيلومترا عن ساحل تايوان".
ووفق تقديرات خبراء عسكريين فاندلاع صدام عسكري بين أول وثالث أقوى جيوش العالم ستكون حربا مدمرة، مما قد يؤدي بالعالم إلى الحرب العالمية الثالثة.
وكان الجيش الصيني، استبق تلك الزيارة، بنشر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي ويبو، مقطع فيديو لاستعدادات قواته، علق عليه بعبارة "استعدوا للحرب".
كما تجري الصين وحتى الأحد المقبل، مناورات عسكرية في 6 مناطق بجميع اتجاهات جزيرة تايوان، التي اعتبرت، الأربعاء، أن تلك المناورات "ترقى إلى حد الحصار الجوي والبحري للجزيرة".
ووفق مراقبين، فإن تصاعد التوترات بين بكين وتايبيه، قد يحتم على واشنطن التدخل كطرف ثالث في الصراع العسكري لمساندة حليفها ضد الصين.. فما هي قدرات الجيشين حال نشوب أي مواجهة؟ ومن الأقوى عسكريا؟
الجيش الأميركي
جاء الجيش الأميركي، وفقا لموقع "غلوبال فاير باور" في تصنيفات جيوش نحو 140 بلدا حول العالم، في المرتبة الأولى عالميا.
كما يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية 332 مليون نسمة وتملك قوة بشرية 146 مليون متاح إلى الخدمة العسكرية، أما أفراد الجيش الأميركي فنحو 2.245 مليون جندي بينهم 845.5 ألف من قوات الاحتياط.
وبالنسبة للمعدات العسكرية، فتملك الولايات المتحدة الأميركية 13233 طائرة حربية بينهما 1956 مقاتلة و761 طائرة هجومية وأكثر من 950 طائرة شحن عسكري بجانب 5436 مروحية عسكرية منها 904 مروحية هجومية، بالإضافة إلى 6100 دبابة و40 ألف مدرعة و1500 مدافع ذاتي و1340 مدافعا ميدانيا و1365 راجمة صواريخ.
أما الأسطول البحري فلدى واشنطن نحو 490 قطعة بحرية منهم 11 حاملة طائرات و92 مدمرة و68 غواصة بالإضافة إلى 8 كاسحات ألغام، وتخطط لامتلاك 373 سفينة مأهولة ونحو 150 سفينة روبوتية بحلول عام 2045.
أما الرؤوس النووية فلديها 3750 رأسا نوويا، فيما تقدر ميزانية الدفاع الأميركية بنحو 740 مليار دولار.
الجيش الصيني
وفقا لإحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الاميركي لعام 2022، فإن الجيش الصيني يقع في المرتبة الثالثة عالميا، كما يبلغ عدد سكان هذا البلد الآسيوي نحو 1.394 مليار نسمة.
كما يتجاوز عديد القوات المسلحة الصينية 3 ملايين جندي، يعمل منهم مليونان بشكل نشط في الجيش. و"يصلح للخدمة العسكرية" 619 مليون فرد، ويصل لسن التجنيد سنويا نحو 20 مليونا.
أما القوات الجوية فهي في المرتبة الثالثة عالميا بـ3285 طائرة، بينها 120 مقاتلة، و371 طائرة هجومية و912 هليكوبتر و281 هليكوبتر مهاجمة بالإضافة إلى قطع عسكرية أخرى.
ووفقا لبيانات القوات البرية، فتمتلك الصين 5250 دبابة، و35 ألف عربة مدرعة و4120 مدفعية ذاتية الإطلاق، و1734 من راجمات الصواريخ و3160 من منصات الصواريخ.
أما الأسطول البحري فيصنف في المرتبة الأولى عالميا بـ777 وحدة بحرية، و2 حاملة طائرات (وثالثة قيد البناء) وحاملة هليكوبتر و41 مدمرة، و49 فرقاطة و70 طرادة و79 غواصة و152 من سفن الدوريات.
كما تمتلك الصين 350 رأسا نوويّا، بما في ذلك 204 صواريخ طويلة المدى يتم إطلاقها من منصات إطلاق أرضية و48 على الغواصات، و20 "قنبلة جاذبية" يتم إسقاطها من الطائرات، فضلا عن آلاف الصواريخ العابرة للقارات.
ويواصل الجيش تحديث قواته سعيا لتخطي التفوق التكنولوجي الأميركي، وحسب البنتاغون، فإنّه أطلق العام الماضي طائرة شراعية فوق صوتية قامت بدورة حول الأرض بسرعة تفوق 6 آلاف كم في الساعة، وهو سلاح على ما يبدو لا تمتلكه واشنطن.
وتقدر الميزانية السنوية للجيش الصيني بحسب "غلوبال فاير باور"، بنحو 230 مليار دولار.
ويقول الخبير العسكري فلاديمير إيغور، إن "بكين تحت ستار التدريبات العسكرية التي أعلنتها قد تفرض حصارا بحريا وجويا كاملا على تايوان، مشيرا إلى أن الصين تمتلك من القدارات العسكرية التي تؤهلها إلى إغلاق المجال البحري بأكمله حول تايوان طوال مدة التدريبات".
ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية، أنه:" بهذا الحصار لن تتمكن أي سفن وحتى السفن المدنية من دخول موانئ تايوان، وهي ضربة لاقتصاد الجزيرة ويوقف التجارة العالمية".
ويردف: " واشنطن تحاول تنفيذ خططها التوسعية حول العالم عن طريق الترويج لنظرية التهديد الصيني، كما تحاول إظهار الصين على أنها تمثل تحديا حاليا ومستقبليا لقوتها البحرية، التي تمثل جزءا من استراتيجيتها التي تعتمدها كمحور رئيس لفرض هيمنتها البحرية حول العالم".