منذ بداية الحرب، كان من الواضح التفوق العسكري الهائل للقوات الروسية على نظيرتها الأوكرانية في شتى المعايير الحربية التقليدية، لكن الطائرات المسيرة شكّلت لكييف فرصة لتعديل هذا الاختلال الكبير في ميزان القوى.
لكن سرعان ما تدارك الجيش الروسي هذا الثغرة، فركز على ضرب الطائرات المسيرة الأوكرانية التي شكلت صداعا له.
وفي أحدث إحاطة صحفية، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن حصيلة الطائرات المسيرة الأوكرانية التي دمرتها قواتها بلغت 1600 طائرة منذ اندلاع الحرب، بحسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية.
لكن، كما في بقية المعلومات التي يقدمها طرفا الصراع، لم يتم تأكيدها من طرف مستقل أو يعترف بها الطرف الآخر.
ومع ذلك، يقول موقع "ناشونال إنترست" الأميركي المتخصص في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية إن القوات الأوكرانية تعاني بالفعل من نضوب مخزون الطائرات المسيرة.
وفي يونيو الماضي، قالت كييف إنها تلقت نحو 50 طائرة مسيرة للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
واعتبر الموقع هذا التطور إشارة على تناقص أسطول أوكرانيا من الطائرات المسيرة.
وما هو مثبت حتى الآن أن القوات الأوكرانية استخدمت الطائرات المسيرة بشكل مكثف في المراحل الأولى في الحرب، حيث كانت ترصد القوات الروسية وتضرب آلياتها عبر الكمائن، ثم توثق تلك الضربات بالفيديو.
ولم يحدث في تاريخ الحروب أن استخدمت الطائرات المسيرة بالكثافة التي تستخدم فيها في حرب أوكرانيا الحالية.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت في الآونة الأخيرة أن أوكرانيا، كما روسيا، تسعى إلى تعويض خسائرها من الطائرات المسيرة، خاصة أن عمرها لا يزيد على أسبوع قبل أن تصطادها الدفاعات الجوية الروسية.
وفي وقت سابق، أكد مسؤول عسكري أوكراني أن العدد الذي تريده بلاده من الطائرات المسيرة "هائل".
وإزاء هذه التطورات، أعلنت الولايات المتحدة التزامها بأنها ستقدم ذخيرة كبيرة لطائرات (Switchblade) المسيرة التي سلمتها في وقت سابق، وتستخدم هذه الطائرات الهجومية في ضرب المركبات المدرعة الروسية، بحسب موقع "ناشونال إنترست".
ومن غير المعروف عدد الطائرات بدون طيار الأوكرانية التي لا تزال تعمل حتى الآن، لكنه أقل بكثير مما كان في بداية الحرب.
في المقابل، يبدو الأسطول الروسي من الطائرات المسيرة أكبر بكثير، ويتكون جزء كبير منه من طائرة "أورلان 10" (Orlan-10)، ويتم استخدام هذه الطائرات بدون طيار بشكل أساسي من قبل الجيش الروسي لرصد وتتبع القوات الأوكرانية.
ويقول جاك واتلينغ، الخبير في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، إنه يمكن للقوات الروسية استخدامها نيرانها ضد القوات المعادية، في غضون 3-5 دقائق من رصدها عبر الطائرة المسيرة "أورلان 10".
وتحدثت تقارير أن هذه الطائرة الروسية المسيرة استخدمت أيضا في ضرب القوات الأوكرانية بذخيرة شديدة الانفجار، وهو ما أكدته لقطات بثها وزارة الدفاع الروسية تظهر طائرة مسيرة محملة بالذخائر.