أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنّه "تمّ تقديم التماس لمنح الجنسية الأوكرانية لرئيس وزراء بريطانيا المنتهية ولايته بوريس جونسون، وترشيحه لمنصب رئيس الوزراء الأوكراني".
وجاء في عريضة نشرت على الموقع الإلكتروني لمكتب فلاديمير زيلينسكي: "أطلب منكم النظر في إمكانية منح الجنسية الأوكرانية لبوريس جونسون وتقديم ترشيحه لمنصب رئيس وزراء أوكرانيا"، مع الإشارة إلى "الجوانب الإيجابية للقرار: الدعم العالمي لبوريس جونسون، وموقفه الواضح ضد الغزو العسكري لأوكرانيا، معرفته الواسعة في المجالات السياسية والمالية والقانونية".
وتعليقًا على المرسوم، يقول الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، باسل الحاج جاسم، إن شيئا مثل هذا سبق وحدث في أوكرانيا بمنح الجنسية لمسؤولين سابقين ومن جنسيات أخرى، وأبرز مثال كان الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشلفيلي الذي جرى منحه الجنسية الأوكرانية قبل عدة سنوات وبعد عام 2014 شغل أكثر من منصب كبير داخل أوكرانيا.
خطوة للتقارب مع الغرب
وأضاف باسل الحاج، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية": اليوم ليس مستبعدا أن يتكرر نفس الأمر مع بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا المنتهية ولايته، وهو ما سيكون بنظر صناع القرار في كييف خطوة للتقرب أكثر نحو الغرب.
وفي الـ23 من يوليو الجاري، ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن بوريس جونسون، الذي استقال من منصب رئيس وزراء بريطانيا، يعتزم القيام برحلة أخيرة إلى كييف قبل أن يغادر داونينغ ستريت نهائيًا.
في السياق ذاته، يقول آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات مقره موسكو، إن الإعلان الأوكراني ليس غريباً أن يتكرر السيناريو ذاته مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فمن الممكن منحه الجنسية الأوكرانية وتسليمه منصبا، ودعم ترشيحه لرئاسة وزراء أوكرانيا.
وسرد آصف ملحم، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، عدة أسباب وراء اهتمام زيلينسكي بجونسون، وهي أولًا: منذ بداية العملية العسكرية الروسية، زار جونسون كييف أربع مرات، وفي كل مرة كان يتمنى لأوكرانيا النصر الساحق على روسيا، لذلك يعتبره زيلينسكي الصديق الكبير لأوكرانيا؛ كما أن جونسون وضع بريطانيا في مقدمة الدول الأوروبية من حيث الدعم لأوكرانيا، وبسبب هذا الدعم اضطر للاستقالة من منصبه.
وتابع آصف ملحم قائلًا: ثانيًا: أدت استقالة جونسون إلى إثارة الشكوك عند حلفائه الأوكرانيين في إمكانية استمرار التزام رئيس الوزراء البريطاني القادم بأوكرانيا كما كان يفعل جونسون.
ثالثاً: يتمتع جونسون بمستوى جيد من التعليم والخبرة في المجالات السياسية والمالية والقانونية؛ وأوكرانيا، من وجهة نظر زيلينسكي وفي هذه الظروف الصعبة، تحتاج إلى رجل بهذا المستوى من الخبرة.
وأضاف ملحم، أن النقطة الأخيرة هي تمتع جونسون بعلاقات جيدة مع مختلف قادة العالم، لذلك يعتقد زيلينسكي بأنه قد يكون لهذه العلاقات تأثير على الوضع في أوكرانيا.
ومنذ عدة أيام، تطورت في أوكرانيا قضية حول مرسوم زيلينسكي الخاص بحرمان العديد من الشخصيات العامة من الجنسية، ومن بينهم الأوليغارشية إيغور كولومويسكي، نائب الشعب، والرئيس السابق لمنصة المعارضة من أجل الحياة فاديم رابينوفيتش، ورئيس مقر الدفاع في دنيبروبيتروفسك جينادي كوربان.
وفيما يخص جونسون، أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في ألا يختفي رئيس الوزراء البريطاني المستقيل "الصديق العظيم لأوكرانيا"، من الحياة العامة عندما يغادر داونينغ ستريت.
ومع بداية العملية الروسية في أوكرانيا فبراير الماضي، انضمت بريطانيا لطابور الدول الغربية التي فرضت عقوبات على روسيا وصفت بالأقوى في التاريخ الحديث، حيث استهدفت العقوبات مصافي النفط الروسية، وحظر الطائرات الروسية من دخول المجال الجوي البريطاني، وحظر بعض البنوك الروسية من نظام المدفوعات العالمي سويفت، وتجميد أصول البنك المركزي الروسي.