يبدأ الإثنين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جولة خارجية بعد 3 أشهر من إعادة انتخابه لولاية ثانية، إلى 3 دول إفريقية، قال محللون إنها ستركز على 4 ملفات رئيسية، بينها "مكافحة الإرهاب" و"رأب الصدع" و"أمن الغذاء".
ووفق بيان لقصر الإليزيه، يقوم ماكرون بجولة في إفريقيا جنوب الصحراء، يزور خلالها الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، من 25 يوليو لمدة 4 أيام، ستركز على أزمة الغذاء الناجمة عن الحرب في أوكرانيا وقضايا الإنتاج الزراعي والقضايا الأمنية، والتأكيد على استمرارية وثبات التزامه بعملية تجديد العلاقة مع القارة الإفريقية.
ويرافق ماكرون في جولته وزيرة الخارجية كاترين كولونا، ووزير القوات المسلحة سيباستيان لوكورنو، والوزير المفوض للتجارة الخارجية أوليفييه بيشت، ووزيرة الدولة للتنمية كريسولا زاشاروبولو.
وكان الرئيس الفرنسي أعلن الأسبوع الماضي رغبته في "إعادة تقييم الوجود العسكري في القارة الإفريقية بحلول الخريف"، بينما تعمل القوة المناهضة للإرهاب "برخان" على استكمال خروجها من مالي.
وستكون الكاميرون التي تعتبر القوة الاقتصادية الأولى في وسط إفريقيا، المحطة الأولى في هذه الرحلة. وسيلتقي ماكرون بول بيا، الرئيس البالغ من العمر 89 عاما، قضى منها 40 عاما على رأس البلاد.
4 ملفات رئيسية
وحول أبرز الملفات بجعبة ماكرون، قال الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك، إن "هذه الجولة ستسمح للرئيس الفرنسي بإعادة تأكيد التزامه بعملية تجديد علاقة فرنسا مع القارة الإفريقية".
وأوضح ليديكبرك، لـسكاي نيوز عربية، أنه "خلال ولايته الأولى، فضل ماكرون زيارة دول الساحل، وذلك في إطار التزامه مكافحة الإرهابيين، والدول غير الناطقة بالفرنسية في إفريقيا مثل نيجيريا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، وأهمل بذلك البلدان التي كانت واقعة في منطقة النفوذ الفرنسي في وسط إفريقيا مثل الغابون والكونغو الديمقراطية والكاميرون، التي طورت في الوقت نفسه علاقات سياسية واقتصادية مع قوى أخرى مثل الصين أو روسيا".
وأكد على أن "ماكرون مع هذه الزيارة الأولى له خارج أوروبا منذ إعادة انتخابه في أبريل الماضي، يعتزم توجيه إشارة تؤكد الأولوية السياسية الممنوحة للقارة الإفريقية".
وأشار إلى أنه "سيعمل ماكرون جاهدا على رأب الصدع في ظل حالة غضب تتصاعد ضد باريس في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وحتى تشاد، جراء تصاعد عمليات التنظيمات الإرهابية التي طالت المدنيين عبر الإعلان عن شراكات واستثمارات تخفف حدة الاحتقان تجاه بلاده".
بدوره، قال الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، إن إعلان فرنسا سحب قواتها من منطقة الساحل والصحراء، أشعر قادة المنطقة بأن باريس تتخلى عنهم، فباتت العلاقات بين الجانبين متوترة، وهو ما دفع ماكرون لإجراء هذه الجولة في محاولة لوقف تغلغل لنفوذ الروسي والصيني بالقارة السمراء.
وأضاف الكاشف، في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، أن ماكرون سيعمل خلال الجولة على توسيع دائرة الاستثمارات والاستفادة من الفرص الواعدة في القارة في مقابل الإعلان عن دعم عسكري في مواجهة تنامي التنظيمات الإرهابية، خاصة في بنين التي تعاني من تصاعد الخطر الإرهابي المتمدد من دول الساحل.
وأشار إلى أنه في الكاميرون ستتركز المحادثات على تهديد جماعة بوكو حرام في شمال البلاد والنزاع الدائر في منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي منذ أكثر من خمس سنوات بين قوات الأمن ومجموعات انفصالية مسلحة، إضافة إلى أزمة الغذاء التي سببتها الحرب في أوكرانيا ومبادرة "فارم" التي أطلقت في مارس مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لزيادة الإنتاج الزراعي.
وأوضح أنه ستتم مناقشة قضية الساحل في غينيا بيساو التي يستعد رئيسها أومارو سيسوكو إمبالو لتولي رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي تقف على خط المواجهة ضد المجلس العسكري في مالي.