خلال حرب أوكرانيا سطع نجم منظومة الصواريخ "إس- 400 تريومف" الروسية، التي تصفها التقارير العسكرية من بين الأفضل في تاريخ صناعة الصواريخ.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت في فبراير الماضي، نشر منظومات الدفاع الجوي "إس-400" في بيلاروسيا، الدولة الحليفة لموسكو، قبل بدء العملية العسكرية في الجارة أوكرانيا.
وضمن نماذج نجاحات المنظومة في الحرب الحالية أعلنت موسكو أن "إس-"400، نجحت في اعتراض صاروخين باليستيين من طراز Tochka-U فوق سماء بيلغورود جنوب روسيا تم إطلاقهما من أوكرانيا، كما اعترضت صاروخ OTR-21 Tochka أطلقه للجيش الأوكراني فوق مدينة خاركيف الأوكرانية.
مميزات خيالية
تعد " S-400 Triumf " منظومة متنقلة للدفاع الجوي قادرة على كشف الأهداف الجوية على بعد 600 كيلومتر، والتصدي لـ80 هدفا في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخين أرض- جو لكل هدف.
ووفقا لتقارير روسية، دخل هذا النظام الخدمة الفعلية بالجيش الروسي عام 2007، وبدأ تطويره اعتمادا على النظام الذي سبقه "إس 300"، خلال ثمانينيات القرن الماضي، وخضع للاختبار العملي عام 2004 حيث تصدى بنجاح لصاروخ بالستي.
وتستهدف تلك المنظومة الدفاعية جميع أنواع الطائرات الحربية ومنها الشبحية والطائرات بدون طيار، والصواريخ البالستية والموجهة والصواريخ المتوسطة المدى، حيث تمتلك أنواعا مختلفة من الصواريخ كل منها يمكنه التصدي لنوع مختلف من الأهداف الجوية.
كما تستطيع الاشتباك مع الطائرات وتدميرها في مدى يبدأ من 2.5 كيلومترا حتى 380 كيلومترا، إضافة إلى قدرتها على تدمير الطائرات أثناء تحليقها على ارتفاعات تبدأ من 10 أمتار حتى 30 كيلومترا.
ولديها القدرة أيضا على تدمير الصواريخ البالستية في نطاق من 5 إلى 60 كيلومتر، فيما تدمرها على ارتفاعات تتراوح بين 2 إلى 25 كيلومترا.
مكونات المنظومة
وتنطلق صواريخ "إس - 400" بسرعة تصل إلى 4800 مترا في الثانية، وتعد الأكثر تطورا، وتتفوق على نظيرتها الأميركية "باتريوت" في نواح كثيرة، وفقا لوكالة" سبوتنيك" الروسية.
ويقول سيرغي دروزين، نائب رئيس مجمع "ألماز أنتيه" لوسائل الدفاع الجوي الروسي ، إن مدى تلك المنظومة يصل إلى 400 كيلومترا، وتستطيع اعتراض أهداف سريعة ما يطير بسرعة 15 ماخ أو 4800 متر في الثانية.
كما لديها قدرة على اكتشاف الأهداف بسبب إمكانية التعامل مع الرادار الخارجي القادر على رفع الهوائي فوق الغابة، كما تنطلق بشكل عمودي ثم تتجه إلى أي جهة تريد.
ويتكون نظام إس 400 الصاروخي، من رادار بعيد المدى يلاحق الأهداف وينقل المعلومات إلى مركز القيادة، بالإضافة إلى "مركز لتحديد الأهداف وعربة القيادة التي تعطي الأوامر بإطلاق الصواريخ".
ويقول الخبراء العسكريين إن هذه المنظومة من بين الأفضل في تاريخ صناعة الصواريخ، حيث تستخدم 4 صواريخ مختلفة المدى لتغطية نطاق عملياتها تشمل: صاروخ 40 N6 بمدى 400 كليومتر للأهداف بعيدة المدى، وصاروخ 48N6 بمدى 250 كيلو مترا، للأهداف طويلة المدى، وصاروخ 9M96E2 بمدى 120 كليومترا للأهداف المتوسطة المدى، وصاروخ 9M96E بمدى 40 كليو مترا، للأهداف قصيرة المدى.
وتلك الصواريخ يمكن حملها معا على ظهر شاحنة نقل وإطلاق واحدة، مع مراعاة أن يتوافق ذلك مع بيئة التهديد المحيطة، كما تعتبر من أقوى الأسلحة المستخدمة في الدفاع الجوي على مستوى العالم، وتصفها التقارير العسكرية بالأكثر تطورا في العالم.
ويقول الخبير العسكري اللواء أحمد إسماعيل، إن منظومة الصواريخ "إس- 400 تريومف"، تتميز بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية بما في ذلك الصواريخ المجنحة التى تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات المسيرة وحتى الرؤوس المدمرة للصواريخ ذات المسار البالستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية.
ويضيف لموقع" سكاي نيوز عربية":" ضمن خصائها أيضا أنه ليس بمقدور أية منظومة دفاع جوي أخرى متابعة مسارها، كما أنها قادرة على التصدى لجميع أنواع الصواريخ والطائرات الحربية".
ويردف:" يمكن أن تزود المنظومة بـ 5 أنواع من الصواريخ مختلفة المهام والأغراض، وليس أربعة فقط، وبينها صاروخ وجاء صاروخ"40Н 6 Е " الذي يستخدم لتدمير أهداف هامة ومعقدة، بينها طائرات الكشف الرادارى البعيد و طائرات الشبح المعادية وذلك على مساعة 400 كيلومتر".