قال مسؤولون إن جنود المقاومة الأوكرانية خاضوا معارك لعرقلة التقدم العسكري الروسي على عدة جبهات في الوقت الذي ضغطت فيه الولايات المتحدة على الصين للانضمام إلى الغرب في معارضة الحرب في أوكرانيا بعد اجتماع غلب عليه التوتر لمجموعة العشرين.
وقال حاكم خاركيف إن ضربة صاروخية على المدينة الواقعة بشمال شرق البلاد أسقطت ثلاثة جرحى من المدنيين لكن الهجمات الروسية الرئيسية تتركز فيما يبدو إلى الجنوب الشرقي من المدينة وتحديدا في لوجانسك ودونيتسك.
ويشكل الإقليمان اللذان كانا بالفعل تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو قبل الحرب في فبراير شباط منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.
وأبلغ مسؤولون أوكرانيون عن وقوع ضربات في كلا الإقليمين اليوم السبت، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية إن موسكو تجمع قوات من الاحتياط من جميع أنحاء البلاد قرب أوكرانيا.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم إقليم دونيتسك عبر تطبيق تيليجرام إن صاروخا روسيا أصاب بلدة دروزكيفكا الواقعة خلف خط المواجهة وأشار إلى قصف مراكز سكانية أخرى.
كما قال حاكم منطقة لوجانسك سيرهي جايداي عبر تيليجرام "الروس يطلقون النار على طول خط المواجهة بأكمله"، لكنه ذكر لاحقا أن هجوما مضادا للقوات الأوكرانية أصاب مخازن أسلحة وذخيرة روسية وأجبر موسكو على وقف هجومها.
وتنفي روسيا، التي أعلنت بسط سيطرتها على إقليم لوجانسك بالكامل الأسبوع الماضي، استهداف المدنيين.
في نفس الوقت أقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي عددا من سفراء بلاده في الخارج.
وأعلن زيلينسكي، في مرسوم لم يوضح سبب القرار، إقالة سفراء أوكرانيا لدى ألمانيا والهند والتشيك والنرويج والمجر.
وحث زيلينسكي دبلوماسييه على حشد الدعم الدولي والمساعدات العسكرية لأوكرانيا لإبطاء تقدم القوات الروسية.
وبعدها بساعات، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن أمرا بإرسال أسلحة جديدة تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل أربعة أنظمة صاروخية إضافية من طراز هيمارس.
وقال زيلينسكي إن هذا العتاد يمثل احتياجات ذات أولوية. وأضاف على تويتر "هذا ما يساعدنا في الضغط على العدو".
وتعليقا على توريد الأسلحة الجديدة، قالت السفارة الروسية في واشنطن إن الولايات المتحدة تريد "إطالة أمد الصراع بأي ثمن" وتعويض الخسائر العسكرية الأوكرانية.
توتر بين أميركا والصين
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي إلى إدانة العمليات العسكرية الروسية، وقال إنه ناقش مخاوف واشنطن مع نظيره الصيني وانغ يي بشأن وقوف بكين في صف موسكو، وذلك خلال محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات.
وتحدث بلينكن إلى صحفيين من جزيرة بالي الإندونيسية بعد اجتماع الجمعة لوزراء خارجية مجموعة العشرين. وكان الوزير الروسي سيرجي لافروف قد انسحب من الاجتماع وندد بتركيز الغرب على توجيه "انتقادات مسعورة" لبلده.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي بعد المحادثات "أبلغت مستشار الدولة (وزير الخارجية الصيني) مرة أخرى بأننا قلقون بشأن وقوف جمهورية الصين الشعبية مع روسيا".
وأضاف أنه لا يعتقد أن الصين تتصرف بطريقة محايدة في وقت دعمت فيه روسيا في الأمم المتحدة "ورددت الدعاية الروسية".
وقال بيان أصدرته الخارجية الصينية، دون الخوض في تفاصيل، إن وانغ وبلينكن ناقشا "القضية الأوكرانية".
ونقل البيان عن وانغ قوله إن العلاقات الصينية الأميركية مهددة "بالانحراف" أكثر عن مسارها مع "اعتقاد كثير من الناس أن الولايات المتحدة تعاني من نوبة خطيرة ومتنامية من رهاب الصين".
وقبل فترة وجيزة من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير، أعلنت بكين وموسكو تأسيس شراكة "لا حدود لها"، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم لم يلحظوا محاولات صينية لتجنب العقوبات الصارمة التي تقودها الولايات المتحدة على روسيا أو تزويدها بعتاد عسكري.
وقال أوليه سينيهوبوف حاكم مدينة خاركيف عبر تيليجرام إنه بالإضافة إلى الضربة الصاروخية التي أصابت المدينة، نجح المقاتلون الأوكرانيون في التصدي لهجومين روسيين بالقرب من ديمينتيفكا، وهي بلدة تقع بين المدينة والحدود مع روسيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها قصفت "قاعدتين لمرتزقة أجانب ينتشرون قرب خاركيف".
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف إن طائرتين أوكرانيتين من طراز سو-25 أسقطتا في منطقة ميكولايف الجنوبية كما تم تدمير خمسة مستودعات للذخيرة، منها ما يقع في المنطقة وأخرى في منطقتي دنيبروبتروفسك ودونيتسك الشرقيتين.
وقالت القوات المدعومة من روسيا في جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنت استقلالها من جانب واحد إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 17 هناك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وذكرت أن القوات الأوكرانية قصفت عشرة مواقع في المنطقة.
مناشدة لفرض عقوبات إضافية
وعقب اجتماع مجموعة العشرين الجمعة، ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى أن الكرملين لا يعتزم التفكير في حل وسط قريبا، قائلا إن استمرار استخدام العقوبات ضد روسيا قد يؤدي لارتفاع "كارثي" في أسعار الطاقة.
وقال وزير الموارد الطبيعية الكندي فيبيان إن كندا ستُعيد إرسال توربينات روسية تم إصلاحها إلى ألمانيا، وهي توربينات لازمة لصيانة خط أنابيب الغاز نوردستريم1.
كما أعلنت كندا أنها ستُوسع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي لتشمل المعدات الصناعية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن العقوبات تؤتي ثمارها وكرر مناشدة كييف لإرسال المزيد من شحنات الأسلحة الغربية عالية الدقة.
وأضاف في منتدى في دوبروفنيك عبر رابط فيديو "الروس يحاولون جاهدين رفع تلك العقوبات، وهو ما يثبت أنها تؤلمهم حقا. لذلك، يجب تشديد العقوبات حتى يتخلى بوتين عن خططه العدوانية أو ببساطة حتى يفقد القدرة على تجديد الموارد أو استخدامها".
في غضون ذلك، استبعد سفير روسيا لدى بريطانيا أندريه كيلين احتمال انسحاب بلاده من المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة موسكو، وقال إن القوات الروسية ستستولي على بقية أراضي منطقة دونباس.
وتقول موسكو، التي استولت أيضا على مساحة كبيرة من الأراضي في جنوب أوكرانيا، إنها تريد انتزاع السيطرة على دونباس.
وتصف روسيا الحرب بأنها "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى تقويض قدرات الجيش الأوكراني والقضاء على الأشخاص الذين تعتبرهم قوميين خطرين. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن الحرب الروسية ما هي إلا عملية استيلاء غير مبررة على الأراضي.