يعد إعلان سيطرتها على لوغانسك، تتجه أنظار روسيا نحو بلدة سلوفيانسك ذات الأهمية الاستراتيجية شرقي أوكرانيا، ضمن حملتها العسكرية في إقليم دونباس، على الجانب الأخر بدأت كييف تركيز عمليتها القتالية جنوبي البلاد في محاولة لانتزاع المناطق التي سيطرت عليها موسكو.
استراتيجيات ومعادلات على أرض المعركة تغيرت خلال الساعات الماضية بحسب الخبراء والمحللين، فماذا يُريد الرئيس الأوكراني من محاولته الأخيرة في الجنوب؟
ثغرة على البحر
بدأت أوكرانيا خلال الساعات الماضية هجوما مضادا لاستعادة الأراضي في الجنوب في الوقت الذي تتقدم فيه موسكو تجاه الشرق بعد معارك عنيفة، وهنا يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن الهدف من تلك التحركات الأوكرانية هو إيجاد "ثغرة" لعدة أسباب.
وأضاف أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هدف كييف هو وضع قدم على الساحل من أجل استلام مزيدًا من شحنات الأسلحة بخلاف محاولة تعطيل عملية تصدير الحبوب وبالأخص في الموانئ القريبة من خيرسون.
وأوضح المحلل العسكري الروسي، أن قدرة كييف على الهجوم المعاكس تعتمد على مدى الأسلحة المتوفرة معهم بعد الضربات القاسمة التي تعرضت لها قواتها في الشرق.
وتابع أرتاماتوف أن الغرب وبالأخص المعسكر البريطاني والأميركي يريدان الانتقال إلى ملعب أخر لاستنزاف روسيا بعد فقدانهم الأمل في العقوبات التي أضرتهم قبل موسكو، وهو إطالة أمد العملية العسكرية بخلاف مد نفوذها بحجة المساهمة في تأمين سفن الحبوب ولكن الهدف هو التوغل ومساعدة أوكرانيا عن قرب بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية، لذلك تحاول كييف تركيز هجومها المضاد على الجنوب وليس الشرق.
وفي سياق التحركات الأوكرانية حققت كييف الأسبوع الماضي نصرا كبيرا عندما طردت القوات الروسية من جزيرة الثعبان وهي نتوء مهجور، لكنه استراتيجي في البحر الأسود سيطرت عليه موسكو في اليوم الأول من العملية العسكرية لكنها لم تعد قادرة على الدفاع عنه أمام الضربات الأوكرانية.
محاولة يائسة
سبق وأن أعلن وزير الخارجية الأوكرانية أن هناك مفاجآت يتم التحضير لها في أغسطس، دون تحديد ماهيتها، لكن فيما يبدو أنها مغلفة بطابع (عسكري)، بحسب الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان.
وتوقع خبراء أن تكون المفاجأة وصول شحنات أسلحة بعيدة المدى تستطيع تغيير قواعد الاشتباك على الأرض.
وفيما يخص التقدم الأوكراني في الجنوب، تقول نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، الأخبار الواردة من الإدارة العسكرية بأن القوات المسلحة الأوكرانية على مشارف ضواحي مدينة خيرسون، من الناحية العسكرية غير صحيح.
فمع خسارتها للوغانسك، وبدأ احتمال خسارتها لدونيتسك يقترب، تتقلص فرص كييف في تحقيق أي انتصار حتى ولو كان بسيطاً، بالتالي، بدأ الغرب ينفر من الناحية الشعبية كثيراً من المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا، وبدأ التعبير عن ذلك علانية وفي أكبر الصحف الغربية، وفقا لخبراء.
الجديد في هذا الأمر، هو محاولة بريطانيا زرع موطئ قدم لها في البحر الأسود بذريعة المساعدة في تصدير الحبوب، والبداية مع نزع الألغام، في حال فشل نقل الحبوب عبر مضيق البوسفور، (مع الإشارة إلى احتجاز ما قيل إنها سفينة روسية في تركيا بزعم حملها لحبوب أوكرانية)
وتابعت الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، خلال تصريحاتها لموقع "سكاي نيوز عربية": "أعتقد أن أوكرانيا تعوّل على الغرب في كل شيء، والأخير بدأ يضيق ذرعاً بمتطلبات كييف غير المنتهية، بالتالي، قد تستبق روسيا الوضع وتعلن وضع نهاية للحرب ربما في يوليو إن استطاعت تحرير دونيتسك خلال هذا الشهر، فلا سلاح تملكه كييف والغرب سوى سلاح العقوبات".
وسبق أن أخرجت موسكو نفسها من سيناريو أنها سبب الأزمة الغذائية عندما انسحبت جزئياً من جزيرة زميني، لتكون الكرة في ملعب كييف لنزع الألغام البحرية والتي وصل بعضها إلى سواحل أبعد مما هو متوقع، فالهجوم المضاد مجرد تلويح جديد للضغط على موسكو لا أكثر ولا أقل.