تكشف نوعية الأسلحة الغربية التي وصلت أوكرانيا في الأيام الأخيرة، ومنها صواريخ "هيمارس"، نوايا تحويل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى "حرب استنزاف طويلة" لموسكو، بتعبير خبراء، واقتراب شبح التهديدات النووية.
وفي تعليقه على وصول صواريخ هيمارس من واشنطن إلى كييف، يقول جسام محمد، خبير قضايا الأمن الدولي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هناك تغيرا في الموقف الأميركي بتقديم نوعية أسلحة أكثر تقنية وخطورة لأوكرانيا، في رسالة لموسكو باستعداد واشنطن للمواجهة المباشرة معها في حرب طويلة الأمد.
وفي ظل نزيف الخسائر الأوكرانية، ومنها سقوط مدينة سيفيرودونيتسك شرقا، ووصول الهجمات الصاروخية الروسية إلى شيفتشينكيفسكي بالعاصمة كييف، أعلنت أوكرانيا وصول راجمات صواريخ "هيمارس"، وتوعد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف روسيا، قائلا: "الصيف سيكون حارا للمحتلين الروس والأخير بالنسبة لبعضهم".
ومطلع الشهر الجاري، أعلن البنتاغون إرسال مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمن 4 راجمات صواريخ طراز "هيمارس" و1000 صاروخ مضاد للدبابات طراز "جافلين"، و4 مروحيات طراز "مي - 17"، لإغاثة أوكرانيا.
خطورة الصواريخ
تتميز "هيمارس" بتفوقها على قذائف مدافع "هاوتزر" الأميركية التي أرسلتها واشنطن من قبل لأوكرانيا، حيث تحتوي الواحدة من "هيمارس" على 6 صواريخ يصل مدى الواحدة منها إلى 70 كيلومترا، ما يوفر للجيش الأوكراني الدقة في الاستهداف عن بعد وإمكانية تدمير مستودعات الذخيرة والإمدادات الروسية.
وتتكون منظومة صواريخ "هيمارس" من نسختين M142 وM270 معروفتين بسرعة نشر الصواريخ.
وتعد راجمات الصواريخ "M270" هي الأحدث، وتم تطويرها في سبعينيات القرن الماضي لتصبح أخف وزنا ومميزة بنظام إطلاق مركب على مركبة "برادلي" القتالية للمشاة، ما يعدد استخدامها في إطلاق صواريخ مدفعية من عيار 27 ميلليمتر وصواريخ باليستية قصيرة المدى، أما راجمات "M142" تركب على هيكل شاحنة من المركبات التكتيكية المتوسط بنظام إطلاق صغير.
المواجهة المباشرة
ويوضح جاسم محمد أن حصول كييف على راجمات صواريخ "هيمارس" التي تركب على مدرعات خفيفة وتطلق صواريخ تصيب أهدافها بشكل دقيق، يزيد من قدرة أوكرانيا في الهجوم والمواجهة ميدانيا.
ويرجح محمد أن تأثير هذه الصواريخ سيظهر في المعارك في شرق أوكرانيا؛ حيث إن موسكو فرضت واقعا عسكريا لصالحها في جنوب وجنوب شرقي أوكرانيا وإقليم دونباس.
وفي وقت سابق، اعتبرت روسيا أن قرار إمداد أوكرانيا بمنظومات صاروخية متطورة وذخيرة يزيد احتمال اندلاع مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، واصفة التصرف بـ"سكب الزيت على النار".
واعتبر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف تسليم كييف صواريخ متطورة دليلا على عزم واشنطن شن حرب ضد موسكو.
وفي المقابل، أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن استجابت لطلب كييف بتزويدها بهذه الصواريخ بعد أن تعهدت بأنها لن تستخدم القاذفات لضرب أهداف داخل روسيا.
رسائل واشنطن
ويرى جاسم محمد أن تقديم واشنطن أسلحة أكثر تقنية وخطورة من الأسلحة التي أرسلتها سابقا لأوكرانيا يحمل رسائل لموسكو بشأن إطالة الحرب، والاستعداد لمواجهة مباشرة معها، ما يعد مؤشرا على أن الحرب الأوكرانية ستكون حرب استنزاف وطويلة الأمد.
وتسلمت أوكرانيا من واشنطن في وقت سابق، 5 رادارات مضادة للمدفعية ورادارين للمراقبة الجوية، و5 آلاف قذيفة مدفعية و15 مركبة تكتيكية و6000 سلاح آخر مضاد للدروع، ليصل إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لكييف نحو 4.6 مليار دولار.
وعن رد الفعل الروسي المرتقب، يتوقع محمد أن ترد موسكو بعنف وقوة؛ ما ينذر بمواجهة مباشرة مع حلف الناتو، أو صعود تهديدات استخدام أسلحة نووية تكتيكية.