لا تزال القصص المؤلمة لدقائق الرعب التي عاشها طلاب مدرسة "روب" الابتدائية، التي تعرضت لهجوم مسلح على يد مراهق، تظهر شيئا فشيئا بعد أن خرج الكثير من الناجين عن صمتهم، ومن بينهم معلمة روت تفاصيل ما حدث لدى إطلاق النار في المدرسة.
وكانت المعلمة، التي رفضت الكشف عن اسمها، تشاهد برفقة تلاميذها أحد أفلام "ديزني"، كجزء من احتفالهم بنهاية العام الدراسي، إذ اقتحم سلفادور راموس (18 عاما) المدرسة ونفذ المجزرة في آخر أيام الدراسة، قبل العطلة الصيفية.
وتذكرت المعلمة في حديثها إلى "NBC News"، تفاصيل مع حدث في الفصل، لافتة إلى أن طلابها الأطفال "تصرفوا تماما كما قيل لهم"، موضحة أنهم اختبأوا أسفل طاولاتهم.
وقالت: "كانوا يتدربون لهذا اليوم منذ سنوات"، في إشارة إلى "تدريبات إطلاق النار" التي تنفذ في المدارس الأميركية، لتعلم الأطفال كيفية التصرف في حال وقع إطلاق نار في مدرستهم.
وأشارت المعلمة إلى أن الأطفال هذه المرة "كانوا يعلمون أن هذا لم يكن تدريبا"، خاصة وأنهم كانوا يسمعون صرخات زملائهم في فصل آخر.
وتابعت: "كنا نعلم أننا يجب أن نكون هادئين وإلا فإننا سنكون قد سلمنا أنفسنا.. لقد كانت أطول 35 دقيقة في حياتي".
وأكدت المعلمة أن طلابها "حاولوا التزام الصمت بينما كان زملاؤهم الجرحى يصرخون من فصل دراسي في آخر الممر"، مشيرة إلى أنها جلست على الأرض في منتصف الفصل وحاولت أن تكون قوية.
واستطردت: "بدأ العديد من الطلاب في البكاء، فطلبت منهم أن يجلسوا إلى جانبي، وطلبت من التلاميذ، همسا، بأن يصلّوا بصمت، محاولة أن أوصل لهم رسالة مفادها (أننا سنكون بخير)، دون أن أتحدث".
وبعد إطلاق النار، اقترب عناصر الشرطة من الفصل وكسروا النوافذ لإخراج التلاميذ، وحينها طلبت المعلمة منهم أن يقفوا في طابور، بينما وقفت هي بجوار النافذة لتمسك بأيديهم وهم يخرجون منها بأمان.
وأضافت: "بعد آخر طفل، استدرت للتأكد من خروج الجميع. كنت أعلم أنني يجب أن أذهب بسرعة، لكنني لم أغادر حتى تأكدت (أنه لم يبق أحد) على وجه اليقين".
وتلقت المعلمة الشجاعة رسائل شكر من أسر الأطفال الذين ساهمت في إنقاذهم. وجاء في إحدى الرسائل: "شكرا لك على الحفاظ على سلامة طفلي".
وعلّقت المعلمة على ذلك وهي تبكي، بالقول: "إنهم ليسوا أطفال تلك الأسر فقط، هؤلاء أطفالي أيضا، إنهم ليسوا طلابي بل هم أولادي".
واختتمت المعلمة حديثها في المقابلة التي كانت مترددة بأن تجريها، بالقول إنها تريد إيصال رسالة مفادها بأن "أطفالنا لا يستحقون هذا، وقد كانوا محبوبين ليس فقط من قبل عائلاتهم، لكن من قبل أسرتهم في المدرسة أيضا".