أكد أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الأحد، استعداد التكتل العسكري تعزيز "الضمانات الأمنية" لفنلندا والسويد قبل انضمامهما، ولا سيما من خلال ترسيخ وجود الناتو في البلدين.
وقال ستولتنبرغ في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الحلف في برلين إن "فنلندا والسويد تبديان مخاوف حيال الفترة الانتقالية... سنحاول تسريع العملية".
وأضاف أن انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف بعد "الغزو الروسي لأوكرانيا" سيثبت أن "العدوان غير مجد".
وقال ستولتنبرغ للصحافيين عبر الإنترنت خلال اجتماع لأعضاء الحلف في برلين إن "عضوية (البلدين) ستعزز أمننا المشترك وتظهر أن باب الناتو مفتوح وأن العدوان غير مجد".
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، عن ثقته بانضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو بعد تقديمهما طلبا رسميا بهذا الصدد، على الرغم من الاعتراض الذي أبدته تركيا.
وقال بلينكن، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع لوزراء خارجية الناتو في برلين: أن "الولايات المتحدة ستدعم بقوة طلب كلّ من السويد وفنلندا للانضمام في حال اختارتا الترشح رسميا لعضوية الحلف" مضيفا "إنني واثق بشدة من التوصل إلى إجماع"، وفقا لفرانس برس.
أما وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، فقالت إن فنلندا والسويد بالفعل عضوان من حيث الجوهر في حلف الناتو، لا ينقصهما سوى بطاقة العضوية الرسمية.
وصرحت بيربوك للصحفيين في ختام اجتماع لوزراء خارجية الناتو قائلة: "السويد وفنلندا ليستا مجرد شريكتين وصديقتين بل كانتا منذ فترة طويلة من أفراد الأسرة الأوروبية. ومن ثم ندعم بالكامل كافةالقرارات التي تتخذونها الآن بهدف ضمان أمنكما"، بحسب رويترز.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفق ما أعلن رئيسها ورئيسة الوزراء، الأحد.
وقال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو "اليوم وافق رئيس الجمهورية ولجنة السياسة الخارجية الحكومية بشكل مشترك على أن تتقدّم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد التشاور مع البرلمان. إنه يوم تاريخي وبداية حقبة جديدة".
وستتمثّل الخطوة التالية بانعقاد البرلمان الفنلندي الاثنين لمناقشة القرار، فيما تظهر التوقعات الحالية بأن غالبية أعضاء البرلمان البالغ مجموعهم 200 يدعمون الترشّح.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء سانا مارين "توصلنا اليوم إلى قرار مهم بالتعاون الجيد مع الحكومة ورئيس الجمهورية. نأمل بأن يثبّت البرلمان القرار للتقدم بطلب الترشح لعضوية الناتو خلال الأيام المقبلة. سيتم ذلك على أساس تفويض قوي".
وبقيت فنلندا التي تتشارك مع روسيا حدودا يبلغ طولها 1300 كلم غير منحازة عسكريا على مدى 75 عاما.
لكن بعد العملية الروسية في جراتها الشرقية، تحوّل الرأي العام والسياسي بشكل كبير ليصب في صالح العضوية، بينما دعا الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء الخميس إلى انضمام فنلندا في الناتو "من دون تأخير".
وفي سياق آخر، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن دول حلف شمال الأطلسي على استعداد لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا بمواجهة الهجوم الروسي "طالما هناك حاجة".
وقالت بيربوك في ختام اجتماع غير رسمي للحلف الأطلسي في برلين "إننا متفقون على عدم تخفيف جهودنا الوطنية، ولا سيما على صعيد المساعدة العسكرية، ولن نفعل ذلك طالما أن أوكرانيا بحاجة إلى هذه المساعدة لضمان الدفاع عن نفسها".