جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي لتبدد آمال كييف في انضمام سريع لعضوية التكتل، عدها محللون "رسائل غير مباشرة لروسيا للتهدئة من أجل إنهاء الحرب التي أثقلت كاهل العالم أجمع".
وفي خطبة بيوم أوروبا في ستراسبورغ، قال ماكرون "كلنا نعلم جيدا أن عملية السماح لأوكرانيا بالانضمام قد تستغرق عدة سنوات، في الحقيقة وربما عقود"، مقترحا بدلا عن ذلك "صياغة تكتل جديد للدول غير الأعضاء في الاتحاد المتمسكة بالقيم الأوروبية".
وأكد على أن "المطلوب هو بناء سلام بين أوكرانيا وروسيا، دون السعي إلى إذلال موسكو، وذلك عندما يحين الوقت للتسوية من خلال جلوس الطرفين على طاولة التفاوض".
ومنذ بداية الحرب الروسية، اتحدت الكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة لدعم مقاومة أوكرانيا، وتبنت عقوبات غير مسبوقة على موسكو، لكن القادة منقسمون حول مدى سرعة موافقة بروكسل على قبول أوكرانيا كعضو، ومدى سرعة قطع الكتلة علاقات الطاقة مع موسكو.
وحاليا لدى أوكرانيا فقط "اتفاق تعاون" مع الاتحاد الأوروبي هدفه فتح أسواق البلاد وتقريبها من أوروبا، ويتضمن اتفاقية تجارة حرة موسعة يهدف للمساعدة في تحديث الاقتصاد الأوكراني، فيما تدعم دول شرق أوروبا بشكل كبير تسريع عضوية أوكرانيا، لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أكدوا أن العملية قد تستغرق سنوات بسبب الإصلاحات العالقة التي لا تزال تحتاج للتطبيق قبل أن تفي الدولة بمعايير الاتحاد الأوروبي.
تهدئة مع روسيا
وتعقيبا على ذلك، قال الأكاديمي والمحلل السياسي الفرنسي، آرثر ليديكبرك، إن "عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليست سهلة، وتستغرق وقتاً طويلاً في الغالب، مع ما يحتاجه الانضمام من إجراءات طويلة ومعقدة بهذا الصدد، قد يصل الأمر لسنوات حتى تتم عملية الانضمام واستيفاء الشروط والإجراءات المختلفة".
وأضاف ليديكبرك، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية": "الاتحاد الأوروبي لا يدير ظهره لأوكرانيا بقدر ما يريد إنهاء الحرب، وتصريحات ماكرون هي بادرة تهدئة بأن أوكرانيا ستظل على الحياد، وفي نفس الوقت تم التأكيد على زيادة الدعم سواء عبر الأسلحة أو الشؤون الإنسانية".
وتابع: "هناك حرص من قبل مختلف أطراف الأزمة الأوكرانية وفاعليها الكبار، على إبقاء هذه الحرب في سياقاتها الحالية ومنع تحولها لصراع أوسع ولمواجهة شاملة وحرب عالمية بين الغرب وروسيا، وانضمام كييف للناتو أو الاتحاد الأوروبي سيكون شرارة إلى ذلك".
وفي 28 فبراير الماضي، وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث قوبل الأمر آنذاك باحتفاء واسع من قبل الأوكرانيين، مؤكدين أنها "تشكل لحظة تاريخية في عمر البلاد".
وكلفت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي يبلغ عددها 27 دولة، المفوضية بالنظر في الطلب، وهي خطوة مهمة ولكنها مبكرة للغاية في عملية الانضمام الطويلة والمعقدة.
وفي 8 أبريل، سلمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، استطلاعا إلى زيلينسكي خلال زيارتها إلى كييف، وتعهدت ببداية أسرع لمحاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتستخدم هذه الاستمارة كأساس لمفاوضات الانضمام.
وفي 18 أبريل، سلم الرئيس الأوكراني الاستطلاع لرئيس بعثة الاتحاد لدى كييف، ماتي ماسيكاس، الذي من شأنه أن يجعل بلاده دولة مرشحة لعضوية التكتل، وعلى المفوضية الأوروبية الآن التحقق من مدى احترام أوكرانيا لمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ورفع توصية إلى الدول الأعضاء.
فيما قالت "فون دير لاين"، عبر تويتر، إن أوكرانيا سوف تحصل على الرد الأول بشأن طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو المقبل، وتوقع إيهور جوفكفا نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أن تكون التوصية إيجابية "نتوقع الحصول على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو خلال اجتماع مقرر للمجلس الأوروبي".