قال المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، إن بلاده يجب أن تكون حذرة ولا تتخذ قرارات متسرعة بشأن إرسال مساعدات عسكرية ثقيلة إلى أوكرانيا، خاصة في ضوء التخوفات من جانب الساسة الألمان، خشية أن تتورط بلادهم بالحرب مع روسيا.
وردا على انتقادات وجهها له السفير الأوكراني لدى برلين أندري ميلنيك، بشأن المساعدات العسكرية الألمانية المقدمة إلى بلاده بالتزامن مع الهجوم الروسي التي واصفها بأنها "لا ترقى إلى المستوى المطلوب"، قال شولتس إنه لن يدفع بمزيد من الأسلحة الثقيلة نحو أوكرانيا مجددًا.
وقال ميلنيك لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية، في عددها الصادر الأحد، إن مدرعات "جيبارد" التي وافقت الحكومة الاتحادية على توريدها لأوكرانيا يبلغ عمرها 40 عامًا، وأكد أنه من أجل الانتصار على روسيا، "نحتاج إلى أحدث أسلحة ألمانية".
إلا أن شولتس رد سريعًا على الانتقادات، وقال في مقابلة مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ": "أتخذ قراراتي بسرعة وبالاتساق مع شركائنا.. أعتبر أن التحركات المتسرعة أو بذل جهود ألمانية غير معتادة مسألة جدلية".
ويواجه المستشار الألماني ضغوطا متزايدة في الداخل والخارج لإمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة، مثل دبابات ومدافع هاوتزر ودعم قرارات الاتحاد الأوروبي في فرض حظر فوري على واردات النفط الروسي.
انقسام وتردد
ويرى الخبير الأمني ورئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، أن الحكومة الألمانية منقسمة، وتواجه ضغوطا في ما يتعلق بمسألة إرسال مزيد من الأسلحة الثقيلة، المتطورة إلى أوكرانيا.
ويوضح في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حالة التردد مرتبطة بالعواقب، وأن ألمانيا لا ترغب في خوض حرب مباشرة مع روسيا كما هو الحال لدى سياسات كل دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى التهديدات الروسية للولايات المتحدة الأميركية ودول حلف شمال الأطلسي، من "عواقب غير متوقعة" في حال إرسال أسلحة "أكثر حساسية" إلى أوكرانيا.
وفي هذا السياق، يقول محمد إن وزير العدل الألماني شدد على أن إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، مثل الدبابات، "ليس دخولًا في الحرب"، وفي المقابل لا تزال الضغوط على المستشار الألماني من داخل الائتلاف والسياسيين الألمان تتصاعد، ويطالبونه بتسريع عملية إرسال المزيد من الأسلحة الحديثة والمتطورة إلى أوكرانيا.
وحسب الخبير الأوروبي، يقود حزب الخضر ووزيرة الخارجية آنا لينا بيربوك، هذه الضغوط، لكن رغم ذلك هناك أيضًا أصوات تطالب بعدم توفير المزيد من الأسلحة، وهذا يعني أن الحكومة الألمانية لا تزال منقسمة، بسبب الحرب في أوكرانيا، حول موضوع إمدادات السلاح وقطع واردات الطاقة من روسيا.
وقال المستشار الألماني مطلع أبريل الماضي، إن ألمانيا اتفقت مع أوكرانيا على قائمة بالأسلحة المطلوبة وغيرها من العتاد العسكري، من دون الخوض في تفاصيل، عندما سُئل عما إذا كان الانطباع صحيحًا بأن ألمانيا لن ترسل أي دبابات قتالية أو طائرات حربية من مخزونها العسكري في أي وقت قريب.
لكن وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، قالت إن ألمانيا استنفدت تقريبًا قدرتها على إمداد أوكرانيا بالأسلحة من احتياطاتها العسكرية، لكنها تعمل على عمليات تسليم مباشرة من صناعة الأسلحة.
وقال المستشار الألماني، في أبريل الماضي، إن ألمانيا أمدت الحكومة في كييف بأسلحة بالفعل وستواصل فعل ذلك، مشيرًا إلى أنه سيتم بالإضافة إلى ذلك مواصلة التشاور حول هذا الموضوع داخل الاتحاد الأوروبي بحيث "لا تكون هناك مسارات منفردة".