ألغام ذكية وصاروخ فتاك رغم قدمه دخلا مؤخرا ساحات الحرب في أوكرانيا مع احتدام القتال في جبهات المناطق الشرقية والجنوبية الأوكرانية.
وهناك بعض أنظمة الأسلحة السوفيتية التي نشرتها القوات الأوكرانية تسببت للقوات الروسية بخسائر كبيرة، بينها الطراد الروسي "موسكفا" الذي أغرق بصاروخين أوكرانيين، والذي يعد "أخطر سفينة في البحر الأسود"، وفق خبراء عسكريين.
ألغام بوم 3
وتشير تقارير غربية إلى استخدام الجيش الروسي ألغام أرضية متطورة مزودة بأجهزة استشعار يطلق عليها بوم-3 "pom3 " ، حيث عثر عليها فنيين يعملون على إزالة الألغام بالأراضي الأوكرانية قرب مدينة خاركيف.
وألغام "بوم-3 " مزود بأجهزة استشعار مسبقة تلتقط خطوات الاقتراب وتميز بشكل فعال بين البشر والحيوانات، كما يتم نشرها عبر إطلاق الصواريخ حتى تلتصق بالأرض.
وعادة ما تنفجر الألغام الأرضية عندما يمر عليها الضحايا بالخطأ، لكن لغمPOM-3 يعمل بطريقة مختلفة ويطلق رأسًا حربيًا صغيرًا لينفجر بالهواء عندما يستشعر وجود أي شخص، ما ينتج عنه شظايا قاتلة تصل إلى عشرات الأمتار، ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أكدت أن الجيش الروسي يستخدم هذا السلاح الفتاك بأوكرانيا.
وتقول منظمة "هالو ترست" لإزالة الألغام الأرضية، والتي تعمل في أوكرانيا منذ 2016 لإزالة الذخائر غير المنفجرة من منطقة دونباس، إنها في حاجة لشراء الروبوتات للتعامل مع هذا اللغم، مؤكدة أن "بوم3" تمثل تهديداً ولا تمتلك المنظمة أدوات للتعامل معها.
ويقول المحلل العسكري روب لي، إن الحلفاء الغربيون زودوا الجيش الأوكراني عبر حدود بولندا ورومانيا بآلاف الصواريخ الخفيفه والتي يمكن إطلاقها من على الكتف وذاتية التوجيه، مثل "جافلين" أو نظام "ستينغر" المضاد للطائرات، إضافة لدفاعات صاروخية بعيدة المدى من طراز "إس-300 " السوفيتية.
ويضيف لسكاي نيوز عربية، إن روسيا زرعت ملايين الألغام الأرضية في الأراضى الأوكرانية، ومنها "بوم "3 وهي أسلحة فتاكة مزودة باستشعار تلتقط أي حركة وتميز بين الإنسان والحيوان ثم تنفجر إلى أعلى مخلفة شظايا كبيرة تتطاير إلى حوال 50 مترا".
*صاورخ S-125
على الرغم من أن أوكرانيا تقاتل ضد الجيش الروسي الأكثر تقدمًا بكثير من قوتها، إلا أن أنظمة الأسلحة السوفيتية لديها سمحت لها بالصمود ضد القوات الروسية، وفق الخبراء.
ففي الآونة الأخيرة، تم إسقاط طائرة روسية من طراز سوخوي سو-35 التي تعد أفضل مقاتلة روسية، بصواريخ أوكرانية سوفيتية الصنع.
وبحسب تقارير عسكرية، فإن النظام المسؤول عن ذلك كان صاروخS-125 ، والذي يُذكر بإسقاطه الشهير لطائرة مقاتلة أميركية منذ عقود.
وصاروخ S-125، هو نظام صاروخي أرض- جو على مرحلتين، يعمل بالوقود الصلب على ارتفاعات منخفضة إلى متوسطة ومصمم للدفاع عن المنشآت الحكومية والصناعية والعسكرية المهمة ضد جميع أنواع التهديدات المحمولة جواً التي تطير على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة للغاية مثل الطائرات القاذفة والقاذفات المقاتلة والطائرات متعددة المهام وصواريخ كروز.
ويقول محمد منصور، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن منظومة الدفاع الجوي "إس-125"، المعروفة باسم "سام-3"، تعتبر من أشهر منظومات الدفاع الجوي السوفيتية متوسطة المدى.
ويضيف في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "أولى نسخ هذه المنظومة دخلت إلى الخدمة في ستينيات القرن الماضي، وتم تحديثها مراراً على مدار العقود الماضية، بحيث بات لهذه المنظومة عشرات النسخ، منها ما هو ثابت في مواقع محددة، ومنها ما هو ذاتي الحركة، وقد طالت هذه التحديثات الصواريخ المستخدمة في هذه المنظومات، ورادارات الكشف المبكر والتهديف وإدارة النيران".
ويردف على المستوى الميداني، كان لهذه المنظومة سجل ناجح حافل بالإسقاطات اللافتة، خاصة إسقاط طائرات "إف-4 فانتوم" أميركية الصنع، التي كانت تعد أحدث ما كان في حوزة سلاحي الجو الإسرائيلي والأميركي خلال حرب أكتوبر والحرب الفيتنامية.
كذلك كان لهذه المنظومة أدوار هامة في حروب أخرى في إفريقيا وآسيا، أيضا كانت صاحبة الإسقاط الوحيد لقاذفة أميركية شبحية من نوع "إف-117" في الأجواء اليوغسلافية خلال تسعينات القرن الماضي، وظلت دورها القتالي مستمر إلى عصرنا الحالي، خاصة في سوريا.
ويقول إن "وحدات الدفاع الجوي الأوكراني ورثت من الاتحاد السوفيتي عشرات البطاريات من هذه المنظومة، وظلت تستخدمها ضمن شبكات الدفاع الجوي الأساسية في البلاد حتى تم إخراجها من الخدمة عام 2013، لكن ظلت عدة شركات أوكرانية تعمل على تحديثها بهدف تصديرها إلى الخارج، وتمكنت عام 2018، من إنتاج نسخة محسنة من صواريخ هذه المنظومة، تم تصديرها لدول مثل إثيوبيا".
ويتابع:" أعادت أوكرانيا هذه المنظومة إلى الخدمة عام 2020، حين ظهرت بشكل مفاجئ خلال تدريبات واسعة لوحدات الدفاع الجوي، في منطقة خاركيف".
ولفت" منصور" إلى أن النسخة من هذه المنظومة، تمت تسميتها S-125-2D Pechora ، وتم تطويرها لتصبح في مستوى عملياتي قريب من منظومات الدفاع الجوي الروسية ذاتية الحركة "بوك أم"، وأصبحت قادرة على إسقاط أهداف جوية تبعد مسافة 40 كيلو متر وعلى ارتفاعات تصل إلى 24 كيلو متر.
كما تضمن هذا التطوير، وفق منصور، تحديث صواريخ هذه المنظومة، وكذا رادارات التوجيه الخاصة بها، بحيث تكون جميعها أكثر مقاومة لعمليات التشويش الإلكتروني.