في محاكاة لأزمة محتملة، أصدر الجيش التايواني كتيبا يحتوي على معلومات يمكن لعامة الناس استخدامها كدليل طوارئ في حال حدوث أزمة عسكرية أو كارثة طبيعية، ما اعتبره محللون "ضمن استعدادات الجزيرة لأي عمل عسكري صيني بعد السيناريو المشابه في الحرب الروسية الأوكرانية".
وأحيت حرب أوكرانيا المخاوف في تايوان التي تعتبرها الصين مقاطعة متمردة يجب إعادة توحيدها مع البر الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر.
ومع بداية الحرب في أوكرانيا، دعت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، حكومتها إلى البقاء في "حالة تأهب قصوى" ضد ما وصفته بـ "الحرب المعرفية" وجهود التضليل من قبل القوى الأجنبية، التي تهدف إلى "استخدام التوترات في أوكرانيا لإذكاء الذعر وعدم الاستقرار في تايوان".
وكثف الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تحذيراته لتايوان بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لأوكرانيا التي طالبها بعدم الحياد والبعد عن توسيع شراكاتها مع الغرب.
انقلاب ناعم
وتعقيبًا على ذلك، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن تايوان تستعد لمواجهة هجوم صيني محتمل منذ فترة طويلة قبل الحرب الأوكرانية، إلا أن ردود الفعل الأميركية تجاه موسكو قبيل الحرب برفض فرض عقوبات استباقية، وعدم تقديم دعم عسكري كبير، أرسل إشارة قوية إلى الصين بأن الولايات المتحدة مستعدة لاسترضاء الدول المهاجمة.
وأضافت تسوكرمان في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "لكن نظرا لوجود سفن البحرية الأميركية في بحر الصين الجنوبي، فمن غير المرجح أن تحاول الصين الانخراط في نفس النوع من الحرب، ولكن من المرجح أن تخطط للمستقبل، وتقوم بتحركات مدعومة ومحسوبة جيدا، وفعل كل ما هو ممكن للتخفيف من المخاطر".
وأشارت إلى أنه "لهذا السبب، من غير المحتمل أن نرى السيناريو الأوكراني في تايوان، على الأقل ليس في المستقبل القريب. على الأرجح، ستتجه الصين إلى فرض السيطرة على مراحل، أولا من خلال محاولة نفوذ القوة الناعمة كما تفعل بالفعل بنجاح في العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة، ربما مع محاولة نحو انقلاب ناعم، مما سيساعدها على السيطرة السياسية دون إراقة دماء".
وأوضحت أنه "في حال فشل ذلك، فقد يتحول الأمر إلى زعزعة استقرار داخلي أكثر عدوانية، لكن الصين بالتأكيد لن تتخذ خطوات خارجية للسيطرة على البلاد حتى تتأكد من قدرتها على الانتصار، والتعلم من درس روسيا في أوكرانيا والذي كان من المفترض أن يكون انتصارا سهلا وسريعا".
إخراج أميركا من المنطقة
ولفتت إلى أن "الصين ستحتاج إلى تحسين قدراتها البحرية الخاصة، وتطوير قدرات كافية للتغلب على الدفاعات الصاروخية، والقدرة على الرد على الهجمات الصاروخية من تايوان، والتأكد من أنها لن تواجه استجابة نشطة من القوات البحرية الغربية في المنطقة المجاورة".
ونوهت إلى أن "بكين ستبحث بعد ذلك عن الفرص السياسية وغيرها لإخراج تلك القوات البحرية من المنطقة"، لصالح توزيعها في مناطق أخرى في العالم.
الأول من نوعه
أصدر الجيش التايواني الثلاثاء كتيبا مخصصا للمدنيين لتعليمهم طريقة التصرف إذا هاجمت الصين الجزيرة، يشمل خصوصا تخزين الطعام وإيجاد مأوى أثناء القصف.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التايواني سون لي-فانغ في مؤتمر صحفي إن هذا الدليل المؤلف من 28 صفحة يحتوي على معلومات "يمكن لعامة الناس استخدامها كدليل طوارئ في حال حدوث أزمة عسكرية أو كارثة طبيعية، وهذه المرة الأولى التي ينشر فيها الجيش التايواني كتيبا مماثلا.
ويوجّه هذا الدليل المستوحى من كتيبات مماثلة نشرت في السويد واليابان السكان حول طريقة العثور على ملاجئ باستخدام تطبيقات هاتفية وطريقة التعرف على صفارات الإنذار من الغارات الجوية وطريقة التصرف في حال حدوث قصف أو كارثة طبيعية.