حذر موقع "كونكسيون" الفرنسي، الصادر باللغة الإنجليزية، من أن انتخابات الرئاسة الفرنسية المزمع عقدها في 10 أبريل الجاري، ستشهد مستويات قياسية من الامتناع عن التصويت، وأرجع خبراء وشركات استطلاع للرأي ذلك، إلى الرفض العام للسياسة وتركيز الانتباه على وباء كورونا وحرب أوكرانيا.
وحسب الصحفي والإعلامي المختص بالشأن السياسي، محمد واموسي، المقيم في فرنسا، فقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي، أن 66 بالمئة فقط من الناخبين، أعلنوا نيتهم التوجه لمكاتب الاقتراع للتصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي تشهدها فرنسا الأحد المقبل، مما يعني أن 44 بالمائة منهم قرروا عدم التصويت، وهناك احتمال أن يكون الرقم أكبر.
"عدم رضا" عن أداء ماكرون
ويقول واموسي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "المشكلة في فرنسا أن هناك فئة واسعة من الناخبين غير راضية عن أداء الرئيس إيمانويل ماكرون، وبالتالي لا تريد منحه صوتها ولا تريد أن تراه في منصبه ثانية".
ويضيف: "من جهة أخرى، هناك فئة غير مقتنعة بباقي المرشحين، خاصة مرشحي اليمين المتطرف مارين لوبان وإريك زمور، ومتخوفة من مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشان".
كما يلفت إلى وجود "فئة أخرى أيضا تفضل دائما تأجيل الإدلاء بصوتها للجولة الثانية"، معتبرا أن "هذا النوع من الناخبين يظل يراقب توجهات التصويت ولا يشارك فيها، وينأى بنفسه عن الجولة الأولى، وينتظر جولة الإعادة الحاسمة ليدلي بصوته فيها".
وحسب الكاتب المختص بالشأن السياسي، جرت العادة في فرنسا عموما، أن تكون نسبة المشاركة منخفضة في الانتخابات الرئاسية، لكن هذه المرة الناخبون "يبدون مرهقون من موضوعين تسببا بشكل مباشر أو غير مباشر في تضرر وضعهم الاجتماعي وتراجع قدرتهم الشرائية، أولهما الأزمة الصحية التي رافقت انتشار كوفيد-19، والثاني هو الحرب الروسية الأوكرانية".
سلاح احتجاجي
ويشير واموسي أيضا إلى أن هناك فئة من الناخبين الفرنسيين، "تعتبر العزوف عن التصويت نوعا من الأسلحة الاحتجاجية التي ترفعها في وجه الحكومة ورئيس البلاد والطبقة السياسية برمتها، بسبب شعورهم بحالة من الإحباط العام"..
ويستطرد: "هؤلاء يعتبرون المرشحين جميعهم غير منخرطين بما يكفي لتغيير واقعهم الاجتماعي والاقتصادي اليومي على حساب قضايا لا يعتبرونها أولوية بالنسبة لهم، مثل الحرب الأوكرانية".
ويتابع: "في حال تعاظمت ظاهرة العزوف عن التصويت خلال هذه الانتخابات الرئاسية، فقد يؤثر ذلك بشكل كامل على نتائج الاقتراع، لأن فئة الشباب عادة تكون هي الأكثر غيابا، وهذا سيفسح المجال لتقوية حظوظ مرشحي اليمين المتطرف، على اعتبار أن الفئة التي تصوت عادة للأحزاب المتطرفة هي فئة كبار السن، وهؤلاء يكونون دائما أول المصوتين منذ ساعات الصباح الأولى، التي تلي فتح مكاتب الاقتراع".
كما يشير إلى أن "مناصري الأحزاب المتطرفة معروف عنهم أنهم يحرصون تمام الحرص على التصويت، وعدم التهاون في ذلك".
ويرى واموسي أن "أكبر تحد يواجه المرشحين الـ12 الآن، هو إقناع المترددين ومن قرروا العزوف عن التصويت بالتوجه لمكاتب الاقتراع، الأحد المقبل، لأن أصواتهم يمكن أن تعيد ترتيب أوراق العملية الانتخابية برمتها".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ماكرون حذر في وقت سابق مؤيديه من التفكير في فوزه بأنه "صفقة محسومة"، وشجعهم على المشاركة في الانتخابات، في الوقت الذي حذر فيه وزير الداخلية جيرالد دارمينين، من أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان "خطيرة ويمكنها أن تفوز".