كشف جنرال بارز في الجيش الروسي، أن شركة أوكرانية تصنع محركات الطائرات المسيّرة طلبت من تركيا إجراء تعديلا على طائرة "بيرقدار" المسيّرة، لتكون قادرة على حمل أنظمة رش الرذاذ.
وبحسب وسائل إعلام روسية، يثير الأمر القلق في ظل البرنامج البيولوجي العسكري الأميركي المزعوم، الذي يتم تنفيذه على الأراضي الأوكرانية.
واعتبر مراقبون الأمر مؤشرا خطيرا في سياق تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف ومن ورائها واشنطن، حول احتمال استخدام الأسلحة البيولوجية والجرثومية في الحرب الدائرة حاليا.
وكشف رئيس قوات الحماية من الإشعاع والأسلحة الكيماوية والبيولوجية بالجيش الروسي، إيغور كيريلوف، بأن شركة "موتور سيتش" الأوكرانية المصنعة لمحركات الطائرات، طلبت من الشركة المصنعة لطائرات "بيرقدار" المسيّرة التركية، إمكانية تزويدها بأنظمة رش الرذاذ.
وقال المسؤول العسكري الروسي خلال عرض وثائق لا يمكن تأكيد صحتها: "يلفت طلب الشركة الأوكرانية موتور ستيش من الشركة التركية المصنعة للطائرات بدون طيار بيرقدار الانتباه، وأود أن أؤكد أن هذه الوثيقة مؤرخة في 15 ديسمبر 2021. ومفادها: هل من الممكن تزويد هذه الطائرات المسيّرة بأنظمة وآليات رش رذاذ بسعة تزيد عن 20 لترا؟".
وحذر من أن مثل هذه الطائرات بدون طيار بمدى طيران يصل إلى 300 كيلومتر، يمكنها أن تشكل تهديدا حقيقيا بتلويث أراضي روسيا.
واختتم كيريلوف حديثه بالقول: "في الواقع، نحن نتحدث عن تطوير نظام كييف لوسائل تقنية لإيصال واستخدام الأسلحة البيولوجية، مع إمكانية استخدامها ضد روسيا الاتحادية".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قد صرح أن الوثائق الواردة من موظفي المختبرات البيولوجية الأوكرانية تشهد على خطط كييف لاستخدام طائرات مسيّرة قادرة على رش مواد مميتة.
شكوك حول الوثائق
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، مهند العزاوي، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "أنه لا يمكن الجزم بأن هذه الوثائق تعني بالضرورة أن ثمة مخططا أوكرانيا لتنفيذ هجمات بيولوجية ضد روسيا، وبالمقابل لا يمكن نفي ذلك أيضا".
ويضيف الخبير العسكري: "فنحن حيال حرب تصريحات واتهامات متبادلة بين المسؤولين الروس والأميركيين، حول احتمالات استخدام الأسلحة المحرمة دوليا في الصراع المحتد في أوكرانيا، فتارة واشنطن تتهم موسكو بالإعداد لشن هجمات كيماوية، وها هي موسكو تتهم واشنطن برعاية وتمويل تطوير مختبرات وأسلحة بيولوجية لاستخدامها ضد الروس".
ويحذر مراقبون من أن تواتر الحديث من قبل طرفي النزاع عن إمكانية لجوء الطرف الآخر لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، هو نذير شؤم قد يتحول في أي لحظة لحقيقة واقعة ستطال تداعياتها الكارثية العالم بأسره.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد كررت تحذيراتها بشأن امتلاك أوكرانيا أسلحة بيولوجية من المحتمل استخدامها، إذا استمرت الحرب لفترة أطول، متهمة الولايات المتحدة بدعم معامل ومختبرات لأسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن واشنطن خصصت 32 مليون دولار لنشاط مختبرات عسكرية أوكرانية في كييف وأوديسا وخاركيف، كما خصص البنتاغون مليونا و600 ألف دولار لدراسة انتقال الأمراض من الخفافيش إلى البشر بأوكرانيا وجورجيا، بحسب وكالة "إنترفاكس" الروسية.
الرد الأميركي
لكن الولايات المتحدة نفت على لسان مندوبتها في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد، هذه الاتهامات.
وقالت إن الأمر لا يعدو كونه منشآت صحية في أوكرانيا "تدعمها أميركا بكل فخر".
وأكدت أن روسيا هي التي أطلقت برامجا بيولوجيا في انتهاك للقانون الدولي.
موقف تركيا
ولم يصدر بعد أي تعليق من الشركة التركية تعقيبا على تصريحات المسؤول العسكري الروسي.
وكان نائب وزير الخارجية التركي يافوز سليم كيران، قد قال مطلع شهر مارس الماضي، إن شحنات الطائرات المسيّرة التركية لأوكرانيا ليست مساعدات عسكرية بل مبيعات.
وأكد حرص أنقرة على تجنب الإساءة إلى موسكو في خضم حربها مع كييف.
معلومات عن "بيرقدار"
وتم تطوير طائرة بيرقدار (TB2) بدون طيار وإنتاجها من قبل شركة "بايكار ماكينا" التركية، التي تملكها عائلة بيرقدار، التي ينتمي لها صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلجوق بيرقدار، وهو مدير القسم التكنولوجي للشركة.
ووفق التقارير العسكرية، فإن أوكرانيا تمتلك العشرات من هذه الطائرات، ويرجح أن عددها يصل إلى أكثر من 50 طائرة من هذا الطراز.
ويبلغ طول المسيّرة التركية 6.5 متر، بمدى انبساط للجناحين يصل 12 مترا، فضلا عن أنها يمكن أن تبقى في الهواء لأكثر من 24 ساعة.
وتصل سرعتها القصوى لنحو 220 كيلومترا في الساعة، وتتميز بأنها أرخص من الطائرات الغربية المنافسة، وفق خبراء.
وتتميز الطائرات المسيّرة عامة بأن تكلفة تشغيلها أقل من الطائرات الحربية المعهودة، ويمكنها تنفيذ هجمات خاطفة ضد أهداف حيوية في سياق عمليات انتحارية، أو حتى ضرب أهداف العدو والعودة لقواعدها.
لكن تختلف قوتها وفاعلية أدائها تبعا لجملة مقاييس، كمدى الطائرة وزمن التحليق المستمر وما تحمله من ترسانة، علاوة على تقنيات الرصد والاستطلاع والمتابعة فيها.