خففت دول أوروبية من شروطها لدخول اللاجئين من مختلف الجنسيات بعد حملات نقد شديدة والمظاهرات المنددة بما وصف بـ"العنصرية" ضد اللاجئين غير الأوكرانيين، بينما يرى معنيون بملف اللاجئين أن التسهيلات الجديدة ليست كافية.
ويصف الإعلامي البريطاني وخبير الشؤون الدولية، فؤاد عبد الرازق، التسهيلات التي قدمها الاتحاد الأوروبي بأنها "جيدة في معظمها" لكنها ما زالت تركز على الأوكرانيين، وشملت غير الأوكرانيين من حاملي الإقامات الطويلة بعد انتقادات شديدة واحتجاجات على أسلوب تعامل بولندا مع اللاجئين غير الأوكرانيين.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الحكومة البريطانية كانت شددت الإجراءات لدرجة يراها البعض "قاسية" في إدخال اللاجئين غير الأوكرانيين، منها مطالبة أطفال أيتام بتقديم أوراق ثبوتية ربما فقدوها، معتبرا أن هذا الأمر والتمييز البولندي "كان أمرا مخزيا".
وعن تأثير المظاهرات التي خرجت في بريطانيا وفرنسا للتنديد بما تصفه بالعنصرية، قال عبد الرازق إنها أسهمت في دفع بريطانيا لفتح نافذة لاستقبال اللاجئين مختلفي الجنسيات بالتعاون مع الكنائس والأسر، ومع تزايد المظاهرات مع اقتراب الانتخابات في بريطانيا وفرنسا ستكون أداة ضغط قوية على الحكومات لترضح لطلباتها وتفتح حدودها لكل اللاجئين.
امتيازات استثنائية
على الرغم من الضغوط التي يفرضها اللاجئون الأوكرانيون على الخدمات العامة في دول الاتحاد الأوروبي، يجادل اقتصاديون بأن الأوكرانيين سيكونون في وضع جيد للعثور على عمل في أسواق العمل الضيقة؛ حيث يزداد الطلب على مهاراتهم في مقارنة واضحة مع لاجئي عامي 2014 و2015 السوريين.
وأصدر البرلمان الأوروبي حزمة قرارات استثنائية بالسماح الفوري للأوكرانيين بالانخراط في الأنظمة الصحية وتسجيل الأطفال في المدارس وتصريح العمل، إضافة للوصول المجاني لشبكات النقل العام والاتصالات، الأمر الذي لم يكن مطروحا في أزمات سابقة اضطر غالبية اللاجئين فيها للانتظار سنوات قبل الحصول على أوراق ثبوتية تسمح بالتعليم والعمل والحصول على الرعاية الطبية غير الطارئة، وأحيانا بات صعبا على بعضهم الحصول على سكن وانتظروا شهورا في مراكز الإيواء.
وممن لا تنطبق عليهم التسهيلات الأوروبية المذكورة الطلاب الدارسون في أوكرانيا من جنسيات أجنبية الذين ينتظرون في المخيمات للدخول لأوروبا كلاجئين رافضين العودة لبلدانهم؛ حيث ذهبوا إلى أوكرانيا كونها وجهة الفارين من ظروف بلادهم عبر التسجيل فيها كدارسين.
ويقول أحد الطلاب المحتجزين في مخيم بألمانيا، واكتفى بذكر اسمه بحروف (د. أ)، وعمره 34 عاما لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه وصل بعد رحلة فرار صعبة من أوكرانيا تحت القصف، ويخشى العودة لوطنه الذي فر منه لاستحالة العيش الآمن فيه، وكان يعمل، إلى جانب الدراسة، سائقا للتاكسي في أوكرانيا ويحلم بانضمام عائلته، ولكن الحرب دمرت أحلامه، ويعتقد بأن كونه ملونا ومسلما تأخرت فرصة حصوله على اللجوء في ألمانيا.
ومن ناحيته يقول (ع . أ) ويبلغ 26 عاما، لـ"سكاي نيوز عربية" إنه كان طالبا في أوكرانيا والآن محتجز في مخيم أيضا بألمانيا مع زوجته الأوكرانية، لكن ربما لأنها مسلمة ترتدي الحجاب لاقت معاملة عنصرية وبكت عند دخولها المخيم، وخضع هو للتحقيق لعدة ساعات، فيما العائلات الأوكرانية في المخيم حصلت على أوراق ثبوتية وخرجوا، على حد قوله.
وتتوقع الأمم المتحدة تجاوز أعداد اللاجئين الأوكرانيين الأربعة ملايين، بينما يقدر الإنفاق اللازم لدعم اللاجئين الموجودين منهم في بولندا الآن والبالغ عددهم 2.5 مليون شخص لمدة 6 أشهر إلى عام بحوالي 4.7 مليار دولار- 9.4 مليار، أي ما يعادل 0.7-1.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.