جددت وزارة الدفاع الروسية تحذيراتها صباح الأحد، بشأن امتلاك أوكرانيا أسلحة بيولوجية من المحتمل استخدامها إذا استمرت الحرب لفترة أطول، متهمة الولايات المتحدة بدعم معامل ومختبرات لأسلحة بيولوجية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن واشنطن خصصت 32 مليون دولار لنشاط مختبرات عسكرية أوكرانية في كييف وأوديسا وخاركوف، كما خصص "البنتاغون" مليونا و600 ألف دولار لدراسة انتقال الأمراض من الخفافيش إلى البشر بأوكرانيا وجورجيا، بحسب وكالة "إنترفاكس" الروسية.
روسيا قالت إنها كشفت عن مخطط تقوم به أجهزة الاستخبارات الأوكرانية و"كتيبة آزوف"، وهي وحدة تابعة للحرس الوطني الأوكراني معروفة بتعاطفها مع "النازيين الجدد"، لتفجير محطة نووية للأبحاث بمعهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا؛ وذلك بغرض اتهام روسيا بأنها تسببت في كارثة بيئية.
من جانبها، قالت الحكومة الأوكرانية إن لديها مختبرات تعمل بشكل شرعي مدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا ومنظمة الصحة العالمية، وتتعاون الولايات المتحدة مع 26 موقعا أوكرانيا، وتقدم "دعما ماديا مباشرا" لستة منها.
ولا يستبعد المراقبون أن يتم استخدام أسلحة بيولوجية في الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدين أن تلك الخطوة بمثابة "كارثة إنسانية"، سيصعب السيطرة عليها أو معالجة تبعاتها.
دمار شامل
وقال الباحث المختص في قضايا الأمن الدولي والإرهاب، حازم سعيد، إن "السلاح البيولوجي يعد أحد أشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية، وهو ما كان يطلق عليه سابقا سلاح (العقوبات الذكية)، التي تنشر الأوبئة والجراثيم للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة".
وأوضح أن "البكتيريا والفطريات والفيروسات، بالإضافة إلى جميع السموم المُنتَجة بواسطة هذه الكائنات، أو المستخلصة من النباتات والحيوانات، تندرج تحت مسمى (سلاح بيولوجي)".
وفي تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أكد سعيد أن "استخدام الأسلحة البيولوجية محرم دوليا، لكن احتمالات استخدامه في الحروب قائمة وخطيرة، فيما يطلق عليه (الإرهاب البيولوجي)"، مشيرا إلى أن أبرز هذه الأسلحة هو فيروس الجدري، والطاعون، وطاعون الماشية، والكوليرا، وسم البوتولينوم، والجمرة الخبيثة.
انتهاك للقوانين
وبحسب سعيد، فقد أشارت تقديرات وإحصائيات رسمية في 21 أغسطس 2022، إلى بلوغ التكلفة إلى ألفي دولار لكل كيلومتر مربع مع الأسلحة التقليدية، و800 دولار مع الأسلحة النووية، و600 دولار من أسلحة الغازات العصبية، ودولار واحد من الأسلحة البيولوجية.
ومع أن هذا السلاح قد أحرز تطورا خطيرا مع التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية خلال السنوات الأخيرة، فإنه لا يعد سلاحا جديدً على الساحة الدولية، حيث تعود أصول استخدامه إلى بدايات الحرب العالمية الأولى.
وأكد سعيد أن استخدام وتطوير السلاح البيولوجي في الجانب العسكري "يعد انتهاكا للمواثيق الدولية واتفاقية الأسلحة البيولوجية التي تحظر استخدامها، خاصة وأن هذا النوع من الأسلحة له أثر اقتصادي وصحي أكبر وأخطر من الأسلحة التقليدية".
وأصبحت التغيرات الأمنية على الساحة الدولية تثير المخاوف من احتمالية التحرر من القيود المفروضة على هذه الأنواع من الأسلحة.
الجمرة الخبيثة
ومن أشهر الهجمات البيولوجية حديثا، هجمة الجمرة الخبيثة التي ضربت الولايات المتحدة، بإرسال الجراثيم داخل ظروف عام 2001، وبعد توجيه الاتهامات المبدئية إلى تنظيم القاعدة، فإن مكتب التحقيقات الفدرالي توصل إلى مصدر محلي لهذه الأظرف، وهو عالم يعمل في مجال الدفاع البيولوجي، وكان أحد مستشاري مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص بالجمرة الخبيثة.
كما انتشر مرض "سالمونيلا" في أميركا عام 1984، في عدد كبير من المطاعم والمتاجر الأميركية في ولاية "أوريغون". وفي حين استبعدت السلطات الصحية وقتها أية مؤامرة، فإن بعض الساسة أكدوا أنه إرهاب بيولوجي يقف وراءه أتباع زعيم هندي متطرف.
تحذيرات دولية ورعب من كارثة
وشهد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، جلسة عاصفة تبادل فيها مندوبا الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بشأن تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، أو التخطيط لاستخدامها هناك.
وقال المندوب الروسي، فاسيلي نيبينزيا، إن "لدى موسكو وثائق تبين وجود اتفاق وتعاون بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، لدعم بحوث بيولوجية تشمل أنشطة خطيرة".
وذكر المندوب الروسي أن الولايات المتحدة وحلفاءها من الناتو، "يديرون هذا البرنامج على أراضي أوكرانيا"، مضيفا أن "الأسبوع المنصرم شهد الكشف عن تطورات في هذا البرنامج، مثل إنشاء مكونات أسلحة بيولوجية".
كما أشار إلى أن الاتفاق، الذي أبرم عام 2005، "جرى تنفيذه بسرعة، وموّله البنتاغون بنحو 32 مليون دولار".
من جانبها، سارعت المندوبة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، في مستهل كلمتها إلى تفنيد ما تقدم به المندوب الروسي، وقالت إن "الأمر لا يعدو كونه منشآت صحية في أوكرانيا تدعمها أميركا بكل فخر".
وتابعت: "في واقع الأمر روسيا هي التي أطلقت برامجا بيولوجيا في انتهاك للقانون الدولي. روسيا هي التي لديها تاريخ في استخدام الأسلحة الكيماوية، وهي المعتدية في أوكرانيا".
وذكرت غرينفيلد أن "المخابرات الروسية استخدمت أسلحة بيولوجية ضد المعارضين، مثل أليكسي نافالني".