نددت مسيرات في لندن بـ"العنصرية" في التعامل مع اللاجئين حسب جنسياتهم، التي كشفتها أزمة أوكرانيا، فيما تواجه الحكومة البريطانية ضغوطا تدفعها لزيادة الميزانية وتغيير القوانين لإتاحة فرص أوسع للاجئين من كل العالم "بلا تمييز".
وتجمعت الحشود أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قبل أن تسير في مظاهرات باتجاه مبنى البرلمان، في إطار اليوم العالمي لمناهضة العنصرية.
وعلت الأصوات بهتافات تطالب بالمساواة في تعامل اللاجئين من كل العالم، بعد أن كشفت الأزمة الأوكرانية ما وصفوه بـ"التحيز الكبير" من الجانب الأوروبي للاجئين البيض.
كما طالب المتظاهرون بالترحيب بكافة اللاجئين بغض النظر عن العرق أو الجنس أو اللون أو حتى الدين وطرق الصلاة، حاملين لافتات بهذه المعاني.
وعلى المنصة، تحدث النائب العمالي ديان أبوت والمؤلف مايكل روزين والرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين إنفر سولومون، وممثلون من كافة الأقليات العرقية في بريطانيا، وهتفوا جميعا مع الحضور بضرورة تأمين ممرات آمنة لكافة اللاجئين، وأن توقف الحكومة سياسة غلق الأبواب أمامهم بسبب الميزانية.
وقالوا إن "الأموال الطائلة التي توجه لأغراض عسكرية بعضها أولى به القضايا الإنسانية"، وإنه "لا يجب أن تصد الحكومة أيا من اللاجئين، خاصة القادمين عن طريق البحر".
لاجئون يدافعون عن لاجئين
وضمن انتقاداتهم للحكومة، أعرب متظاهرون عن استيائهم من عدم توفير ممرات آمنة لغالبية اللاجئين من اليمن، وغلق الحدود في وجه السوريين الذين قالوا إنهم فروا من قصف روسي في سوريا مماثل لما يحدث في أوكرانيا، وسوء معاملة اللاجئين الملونين والسود الفارين من أوكرانيا، حسب قولهم.
ووفق الصحفية وصانعة الأفلام الوثائقية روناهي حسن، فإن هتافات المتظاهرين تعبر عن "القيم الديمقراطية البريطانية الحقيقية"، مضيفة لموقع "سكاي نيوز عربية": "بالتأكيد أنا أدعم الترحيب باللاجئين، خاصة أني جئت إلى بريطانيا لاجئة، وصحيح أنني أصبحت بريطانية لكن لولا أن فتحت لي بريطانيا أذرعها ما كنت الآن هنا".
واعتبرت أن اللاجئين يفرون من بلادهم لأسباب قهرية، مثل الحكومات القمعية والحروب الضارية، وليس بحثا عن تحسين أوضاع مادية، و"أنا أؤمن أن توفير الممرات الآمنة لكل اللاجئين واجب، وعلينا جميعا أن ننادي به".
ويقول الدكتور أحمد حسين وهو أحد المهاجرين لبريطانيا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه اصطحب أطفاله خصيصا للمظاهرة ليتعرفوا على كافة الأعراق والأقليات في البلاد، ويعلموا جيدا أن "قوة المجتمع البريطاني في تنوعه وقبوله للآخر بغض النظر عن عرقه ودينه ولونه"، وأن "احترام الأديان والأعراق أساس احترام الإنسان لذاته ومجتمعه".
وقدرت صحيفة "ديلي ميل" المشاركين في المظاهرات بعشرة آلاف شخص، إضافة إلى مسيرة من ألفي شخص في مدينة غلاسكو التي التزمت بهتاف "لا حدود. لا دول. لا للترحيل. قلها بصوت عال. قلها بوضوح. اللاجئون مرحب بهم هنا"، ومن المقرر تنظيم مسيرة أخرى الإثنين في كارديف.
تغيير القانون
وفيما تصدر وسم #MarchAgainstRacism (مسيرة ضد العنصرية) تغريدات "تويتر" في بريطانيا، السبت، يستعد مجلس العموم الثلاثاء لمناقشة أمور متعلقة بمخاوف اللاجئين، فيما يتوقع أن يبحث حزب المحافظين تعديل قانوني يسمح لطالبي اللجوء بالعمل، بينما ينتظرون معرفة مصيرهم، حيث يمنع اللاجئون من العمل حتى قبول طلبهم رسميا.
وشاركت في المظاهرة مجموعات مختلفة، منها ممثلو المنظمات غير الحكومية، والأحزاب، واتحاد الصحفيين، ونقابات المعلمين والممثلين واتحاد الجامعات والكليات، وغيرها من النقابات العمالية، إضافة لقادة وممثلون للسود والآسيويين ومجلس اللاجئين.