مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من شهرها الأول، طفت على السطح الآثار السلبية لها على اقتصاد كل أطراف الحرب والبعيدين عنها، فيما تتبادل الدول الغربية وروسيا الحرب النفسية حول من سيكون الرابح في النهاية.
وفيما توعد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، روسيا بأن واشنطن "ستشل اقتصادها"، أقرَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالتداعيات الاقتصادية للعقوبات على بلاده، لكنه أكد أن محاولة "تركيع" موسكو لن تنجح.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، يوضح الباحث الاقتصادي عبد الرحمن أياس إن للحرب الروسية على أوكرانيا تداعيات اقتصادية على البلدين والعالم كذلك.
وفيما يخص روسيا، يقول إن العقوبات تشمل تجميد أصول المصرف المركزي الروسي في الخارج، ما دفع بسعر صرف الروبل الروسي إلى انحدار سريع، وفرض عقوبات على رجال أعمال روس كي يضغطوا على فلاديمير بوتن ليوقف الحرب، وعلى مصارف روسية دفعت بالمودعين إلى السحب المفرط لودائعهم؛ ما أجبر المصرف المركزي على وضع سقوف للسحب.
ويرجح الباحث الاقتصادي أن تؤدي الضغوط على الروبل لتوقف روسيا حكومة وشركات عن تسديد أقساط ديونها، بما سيؤثر في الدائنين وبعضهم غربيون، ويردف: "لكن كثيرا من الغربيين باعوا ديونهم الروسية بعد ضم القرم".
كما توقع أنه فيما يتعلق بانسحاب شركات غربية من روسيا فسيكون إخراج أموالها صعبا بسبب حجب مصارفها عن نظام سويفت العالمي للمراسلة بين المصارف طبقا للعقوبات، فيما استثنى الغرب ما تسدده أوروبا من مال ثمنا للغاز الروسي والمقدر بمليار دولار يوميا.
أما خسائر أوكرانيا، فيصعب تحديدها؛ إذ لم تتضح بعد، وفق المتحدث ذاته، لكن أوكرانيا تخسر بعد اضطراب تصدير الحبوب.
خسائر عالمية
وعند الحبوب يبدأ ما يمكن وصفه بأكبر الخسائر التي يشعر بها العالم جراء الحرب، فروسيا وأوكرانيا من أكبر مصدريها، وبتوقف التصدير قفزت أسعارها جدا في الأسواق، إضافة لصعوبة وصولها لبعض البلاد.
كما قفزت أسعار النفط والغاز مع اتجاه دول الاتحاد الأوروبي لتقليل استيرادهما من روسيا، وحظرت واشنطن بالفعل واردات النفط الروسي، ولم تنتج البلدان النفطية ما يعوض النقص؛ لأنها لا تريد أن تكون طرفا في الحرب وفق عبد الرحمن أياس.
الأرض المحروقة
وفي تقدير الباحث في شؤون الطاقة والأمن زياد سنكري فإن الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا محتمة نتيجة سياسة "الأرض المحروقة" التي يتبعها الجيش الروسي.
إلا أن تبعات الحرب على روسيا ستكون "سلبية جدا" على المدى الطويل، بحسب تعبير سنكري لـ"سكاي نيوز عربية"، موضحا أن صادرات النفط والغاز تشكل أكثر من نصف عائدات الخزينة الروسية، والعقوبات قللت الطلب على الطاقة محليا.
وضرب أمثلة: "حظر مجلس الاتحاد الأوروبي الاستثمار الجديد في قطاع الطاقة الروسي، وشمل استثناءات لصناعة الطاقة النووية المدنية ونقل بعض منتجات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي، وتستهدف العقوبات شركات النفط روس نفط وغاز بروم وترانس نفط، حيث تمنع العقوبات أي استثمارات مشتركة أو تحويلات مالية لها".
ومستقبلا، الجميع سيكون خاسرا، وفق سنكري، الذي يرى أن التوجه الغربي هو اعتماد سياسة الضغط القصوى اقتصاديا للتأثير على القرار الروسي، ومجال الطاقة هو شريان الحياة للكرملين.
وعسكريا، صرحت هيئة الأركان الأوكرانية بأنها دمرت 3 مقاتلات روسية من طراز "سو 34"، وأسقطت مروحية و3 مسيرات، واعترضت صاروخين، وشنت 9 ضربات جوية استهدفت العتاد العسكري الروسي.
وفي المقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت 128 موقعا للجيش الأوكراني، منها 7 مستودعات أسلحة وذخيرة، ودمرت 111 طائرة حربية و68 مروحية و160 مسيرة.