كشفت السلطات البريطانية، التي تعرّضت لانتقادات لبطئها وترددها في استقبال أوكرانيين بعد الحرب الروسية، الأحد، عن برنامج جديد يسمح للبريطانيين باستقبال لاجئين فارّين من الحرب في منازلهم.
وأعلن وزير الإسكان البريطاني مايكل غوف عبر قناة سكاي نيوز، أن البرنامج الجديد الذي أُطلقت عليه تسمية Homes for Ukraine (منازل من أجل أوكرانيا) سيسمح باستقبال "عشرات آلاف" الأشخاص الذي سيكون لديهم حقّ الوصول إلى سوق العمل والضمان الاجتماعي والتعليم، حتى لو لم تكن لديهم روابط عائلية مع أشخاص بريطانيين.
وأكد غوف أن الحكومة تريد التأكد من أن "كافة المنازل المتوافرة" يمكن أن توضع في خدمة "أولئك الذين يفرّون من الاضطهادات".
وسيحصل الأشخاص الذين يقررون استقبال لاجئين أوكرانيين في منازلهم على مبلغ قدره 350 جنيه استرليني (456 دولار) شهريا، وينبغي عليهم التعهّد باستقبال هؤلاء اللاجئين لمدة 6 أشهر على الأقلّ.
وأوضح الوزير أنه للقيام بذلك يتعيّن على البريطانيين التواصل مع أوكرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال جمعيّات والتسجيل على منصّات ستُشغّل الاثنين.
وسبق أن أعلنت حكومتا اسكتلندا وويلز أنّهما مستعدّتان لأداء دور "الجهات الراعية" لاستقبال أكبر عدد من الأوكرانيين.
ويحتاج الأوكرانيون الراغبون بالتوجّه إلى بريطانيا، إلى تأشيرة لكن الآلية للحصول عليها ستكون مسهّلة، وذلك بعدما انتُقدت بريطانيا بشدة الأسبوع الماضي لتردّدها في استقبال لاجئين أوكرانيين.
متحدّثًا بعد غوف عبر سكاي نيوز، رحّب زعيم المعارضة كير ستارمر بوضع هذا البرنامج الجديد لكنه اعتبر أن بريطانيا لا تزال لا تقوم بما يكفي مقارنة بالدول الأوروبية.
وقال: "بصراحة، الأسابيع الماضية كانت محرجة بالنسبة للمملكة المتحدة فيما يخصّ استقبال لاجئين".
وأوضح مايكل غوف أنه من أجل استقبال لاجئين أوكرانيين، تسعى الحكومة أيضا إلى الاستحواذ على ممتلكات أشخاص من النخبة الروسية سبق أن فرضت لندن عقوبات عليهم بسبب علاقاتهم بالكرملين - وهي فكرة أيدها رئيس بلدية العاصمة البريطانية صادق خان.
وقال غوف عبر قناة "بي بي سي"، "هناك حاجز قانوني كبير يجب تجاوزه ولا نتحدث عن مصادرة دائمة" للممتلكات.
وأضاف: "أنتم مستهدفون بالعقوبات، تؤيدون بوتين، هذا العقار موجود هنا، ليس لديكم الحقّ باستخدامه (...) إذا بإمكاننا استخدامه لمساعدة آخرين، فلنفعل ذلك".
ومُنحت نحو ثلاثة آلاف تأشيرة بريطانية لأوكرانيين بحسب غوف. وسبق أن استقبلت جمهورية إيرلندا المجاورة 5500 لاجئ.
بحسب الصحافة، أعربت لندن لدبلن عن قلقها من احتمال أن يكون هناك متسللون روس بين اللاجئين وأن يدخلوا إيرلندا.
وأكد رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن عبر "بي بي سي"، "الحفاظ على قنوات (التعاون) مفتوحة مع نظرائنا البريطانيين".